للمساهمة في دعم المكتبة الشاملة

فصول الكتاب

<<  <  ج: ص:  >  >>
رقم الحديث:

٧٤٦٣ - وبه قال: (حَدَّثَنَا عَبْدُ اللهِ بْنُ يُوسُفَ) التِّنِّيسيُّ قال: (أَخْبَرَنَا مَالِكٌ) الإمام (عَنْ أَبِي الزِّنَادِ) عبد الله بن ذكوان (عَنِ الأَعْرَجِ) عبد الرَّحمن بن هرمز (عَنْ أَبِي هُرَيْرَةَ) (أَنَّ رَسُولَ اللهِ قَالَ: تَكَفَّلَ اللهُ) فضلًا منه تعالى (لِمَنْ جَاهَدَ فِي سَبِيلِهِ، لَا يُخْرِجُهُ مِنْ بَيْتِهِ إِلَّا الجِهَادُ فِي سَبِيلِهِ (١) وَتَصْدِيقُ كَلِمَتِهِ) بالإفراد، ولأبي ذرٍّ عن الكُشْمِيهَنيِّ والمُستملي: «وتصديق كلماته» (أَنْ يُدْخِلَهُ الجَنَّةَ، أَوْ يَرُدَّهُ إِلَى مَسْكَنِهِ) الذي خرج منه (بِمَا نَالَ مِنْ أَجْرٍ) بغير غنيمةٍ إن لم يغنموا (أَوْ) من أجرٍ مع (غَنِيمَةٍ) إن غنموا.

والحديث سبق قريبًا [خ¦٧٤٥٧].

(٣١) هذا (بابٌ) بالتَّنوين (فِي المَشِيئَةِ وَالإِرَادَةِ) فلا فرق بين المشيئة والإرادة إلَّا عند الكرَّاميَّة حيث جعلوا المشيئة صفةً واحدةً أزليَّةً تتناول ما يشاء (٢) الله تعالى بها من حيث يحدث، والإرادة حادثةً متعدِّدةً بعدد المرادات، ويدلُّ لأهل السُّنَّة قوله تعالى: (﴿وَمَا تَشَاؤُونَ إِلَّا أَن يَشَاء اللهُ﴾ [الإنسان: ٣٠]) قال إمامنا الشَّافعيُّ -فيما رواه البيهقيُّ عن الرَّبيع بن سليمان عنه- المشيئة إرادة الله، وقد أعلم الله خلقه أنَّ المشيئة له دونهم فقال: ﴿وَمَا تَشَاؤُونَ إِلَّا أَن يَشَاء اللهُ﴾ فليست للخلق مشيئةٌ إلَّا أن يشاء الله تعالى (٣). انتهى. وقد دلَّت الآية على أنَّه تعالى خالقٌ أفعال العباد، وأنَّهم لا يفعلون إلَّا ما يشاء، وقال تعالى: ﴿وَلَوْ شَاء اللّهُ مَا اقْتَتَلُواْ﴾ [البقرة: ٢٥٣] ثمَّ أكَّد ذلك بقوله تعالى: ﴿وَلَكِنَّ اللّهَ يَفْعَلُ مَا يُرِيدُ﴾ فدلَّ على أنَّه (٤) فعل اقتتالهم الواقع بينهم (٥)؛ لكونه مريدًا له، وإذا كان هو الفاعل لاقتتالهم فهو المريد لمشيئتهم والفاعل، فثبت بذلك أنَّ


(١) في (ع): «سبيل الله».
(٢) في (ص): «شاء».
(٣) في (ص) و (ع): «به».
(٤) في (د): «أنَّ».
(٥) في (ص): «منهم».

<<  <  ج: ص:  >  >>