للمساهمة في دعم المكتبة الشاملة

فصول الكتاب

<<  <  ج: ص:  >  >>
رقم الحديث:

يعني: غفران الله إيَّاي سبب لأن أقومَ وأتهجدَ شكرًا له، فكيف أتركهُ؟!

وهذا الحديث سبق في «صلاة اللَّيل» [خ¦١١٣٠].

٤٨٣٧ - وبه قال: (حَدَّثَنَا الحَسَنُ) ولأبي ذرٍّ: «حَدَّثني» بالإفراد «حسن» (بْنُ عَبْدِ العَزِيزِ) بنِ الوزيرِ الجذاميُّ قال: (حَدَّثَنَا عَبْدُ اللهِ بْنُ يَحْيَى) المعافريُّ قال: (أَخْبَرَنَا حَيْوَةُ) بفتح الحاء المهملة والواو بينهما تحتية ساكنة، ابن شريحٍ المصريُّ (عَنْ أَبِي الأَسْوَدِ) محمدِ بنِ عبد الرَّحمن النَّوفليِّ، يتيم عروة، أنَّه (سَمِعَ عُرْوَةَ) بنَ الزُّبير (عَنْ عَائِشَةَ : أَنَّ نَبِيَّ اللهِ كَانَ يَقُومُ مِنَ (١) اللَّيْلِ) أي: يتهجَّدُ (حَتَّى تَتَفَطَّرَ) تنشقَّ (٢) (قَدَمَاهُ) من كثرة القيامِ (فَقَالَتْ) له (عَائِشَةُ: لِمَ تَصْنَعُ هَذَا يَا رَسُولَ اللهِ وَقَدْ غَفَرَ اللهُ لَكَ) ولأبي ذرٍّ عن الحَمُّويي والمُستملي: «وقد غُفرَ لكَ» بضم الغين، مبنيًّا للمفعول (مَا تَقَدَّمَ مِنْ ذَنْبِكَ وَمَا تَأَخَّرَ؟ قَالَ: أَفَلَا أُحِبُّ أَنْ أَكُونَ عَبْدًا شَكُورًا) تخصيصُ العبد بالذِّكر فيه إشعارٌ بغايةِ الإكرامِ والقرب من الله تعالى، والعبوديَّة ليست إلَّا بالعبادة، والعبادةُ عينُ الشُّكر (فَلَمَّا كَثُرَ لَحْمُهُ) بضم المثلثة، وأنكرَ الدَّاوديُّ لفظة: لحمهُ، وقال: المحفوظ بَدَّنَ، أي: كبُرَ، فكأنَّ الرَّاوي تأوَّله على كثرةِ اللَّحم. انتهى. وقال ابنُ الجوزي: أحسب بعض الرُّواة لما رأى بدَّنَ ظنَّهُ كثر لحمهُ، وإنَّما هو بَدَّنَ تبدِينًا أسنَّ. انتهى. وهو خلافُ الظَّاهر، وفي حديث مسلم عنها قالت: لما بدَّن رسولُ الله وثَقُل. لكن يحتملُ أن يكون معنى قوله: ثقلَ، أي: ثقل عليهِ حملُ لحمهِ وإن كان


(١) «من»: ليست في (م).
(٢) في (ب) و (س): «تتشقق».

<<  <  ج: ص:  >  >>