للمساهمة في دعم المكتبة الشاملة

فصول الكتاب

<<  <  ج: ص:  >  >>
رقم الحديث:

الفَِرَبْريِّ: «ابن عُمر» بضمِّ العين، وهو تصحيفٌ (عَنِ النَّبِيِّ ) أنَّه (قَالَ: مَنْ قَتَلَ مُعَاهَدًا) ذمِّيًّا، وفي رواية أبي معاوية الآتية: «بغير حقٍّ» (١) (لَمْ يَرَحْ) بفتح التَّحتيَّة والرَّاء في الفرع كأصله (٢)، وحكى السَّفاقسيُّ ضمَّ أوَّله وكسر الرَّاء، وابنُ الجوزيِّ فتحَ أوَّله وكسر ثانيه (٣)، وكذا هو في «اليونينيَّة» أي: لم يشمَّ (رَائِحَةَ الجَنَّةِ) أوَّل ما يجدها سائر المؤمنين الَّذين لم يقترفوا الكبائر (وَإِنَّ رِيحَهَا تُوجَدُ (٤) مِنْ مَسِيرَةِ أَرْبَعِينَ عَامًا). وعند التِّرمذيِّ من حديث أبي هريرة: «سبعين خريفًا». وفي «المُوطَّأ»: «خمس مئة»، وجمع بينهما ابن بطَّالٍ بأنَّ الأربعين أقصى أشدِّ العمر وفيها يزيد (٥) عمل الإنسان ويقينه ويندم على سالف ذنوبه، فهذا يجد ريحها على مسيرة أربعين عامًا، وأمَّا السَّبعون فحدُّ المعترك وفيها تحصل الخشية والنَّدم لاقتراب الأجل فيجد ريح الجنَّة من مسيرة سبعين (٦)، وأمَّا الخمس مئة، فهي زمن الفترة، فيكون من جاء في آخر الفترة واهتدى باتِّباع النَّبيِّ الَّذي كان قبل الفترة ولم يضرَّه طولها فيجد ريح الجنَّة على خمس مئة عامٍ. كذا قال، ولا يخفى ما فيه من التَّكلُّف (٧)، والله أعلم.

وهذا الحديث أخرجه أيضًا في «الدِّيات» [خ¦٦٩١٤]، وكذا ابن ماجه.

(٦) (بابُ إِخْرَاجِ اليَهُودِ مِنْ جَزِيرَةِ العَرَبِ. وَقَالَ عُمَرُ) بن الخطَّاب: (عَنِ النَّبِيِّ : أُقِرُّكُمْ مَا أَقَرَّكُمُ اللهُ بِهِ) سقط لابن عساكر لفظة «به»، وهذا طرفٌ من قصَّة أهل خيبر السَّابقة موصولةً في «المُزارَعة» [خ¦٢٧٣٠].


(١) هذه عبارة الحافظ في الفتح، والمؤلِّف نقل الإحالة ولم ينقل الرواية، والرواية: «من قتل معاهدًا بغير حقٍّ لم يرح رائحة الجنة، وإنه ليوجد ريحها من مسيرة أربعين عامًا». أخرجه ابن أبي شيبة (١٤/ ٣١٤) والبيهقي (٨/ ١٣٣).
(٢) «كأصله»: ليس في (د).
(٣) في (د): «ثالثه»، وهو تحريفٌ.
(٤) في (د) و (س): «يوجد» والمثبت موافقٌ لما في «اليونينيَّة».
(٥) في (ص): «مزيد».
(٦) زيد في (م): «عامًا».
(٧) في (د): «تكليفٍ».

<<  <  ج: ص:  >  >>