للمساهمة في دعم المكتبة الشاملة

فصول الكتاب

<<  <  ج: ص:  >  >>
رقم الحديث:

وهذا من المتشابهات، والله تعالى مُنزَّهٌ عن أن يلحقه أذًى؛ إذ هو محالٌ عليه، فهو من التَّوسُّع في الكلام، والمراد أنَّ من وقع ذلك منه تعرَّض لسخط الله تعالى (يَسُبُّ الدَّهْرَ) اللَّيل والنَّهار، فيقول إذا أصابه مكروهٌ: بؤسًا للدَّهر وتبًّا له، ونحو ذلك (وَأَنَا الدَّهْرُ) أي: خالقه (بِيَدِي الأَمْرُ) الذي ينسبونه إلى الدهر (أُقَلِّبُ اللَّيْلَ وَالنَّهَارَ) فإذا سبَّ ابنُ آدمَ الدَّهرَ من أجل أنَّه فاعل هذه الأمور، عاد سبُّه إليَّ لأنِّي فاعلها، وإنَّما الدَّهر زمانٌ جعلته ظرفًا لمواقع الأمور.

ومطابقته لِمَا ترجم في إثبات إسناد القول إلى الله تعالى، وهو من الأحاديث القدسيَّة.

وسبق في «تفسير سورة الجاثية» [خ¦٤٨٢٦].

٧٤٩٢ - وبه قال: (حَدَّثَنَا أَبُو نُعَيْمٍ) الفضل بن دُكَينٍ قال: (حَدَّثَنَا الأَعْمَشُ) سليمان، كذا للجميع «أبو نُعيمٍ عن الأعمش» إلَّا لأبي عليِّ بن السَّكن، فقال: «حدَّثنا أبو نُعيمٍ: حدثنا سفيان -وهو الثَّوريُّ (١) - حدَّثنا الأعمش» فزاد فيه «الثَّوريُّ» لكن قال أبو عليٍّ الجيَّانيُّ: الصَّواب قول من خالفه من سائر الرُّواة (عَنْ أَبِي صَالِحٍ) ذكوان الزَّيَّات (عَنْ أَبِي هُرَيْرَةَ) (عَنِ النَّبِيِّ ) أنَّه (قَالَ: يَقُولُ اللهُ ﷿: الصَّوْمُ لِي) خصَّه الله (٢) تعالى به (٣) لأنَّه لم يُعبَد به أحدٌ غيره، بخلاف السُّجود وغيره (وَأَنَا أَجْزِي) صاحبه (بِهِ) وقد عُلِم أنَّ الكريم إذا تولَّى الإعطاء بنفسه كان في ذلك إشارةٌ إلى تعظيم ذلك العطاء، ففيه مضاعفة الجزاء من غير عددٍ ولا حسابٍ (يَدَعُ) يترك الصَّائم (شَهْوَتَهُ) الجماع (٤) (وَ) يدع (أَكْلَهُ وَشُرْبَهُ مِنْ أَجْلِي) أي: خالصًا (وَالصَّوْمُ جُنَّةٌ) بضمِّ الجيم وتشديد النُّون: وقايةٌ من النَّار أو المعاصي لأنَّه يكسر الشَّهوة ويضعف القوَّة (وَلِلصَّائِمِ


(١) قوله: «حدَّثنا سفيان وهو الثَّوريُّ»: من (د)، وليست في باقي النسخ، وبهامش (ج): كذا بخطِّه، [حدَّثنا أبو نُعيمٍ: حدَّثنا الأعمش]، والَّذي في «الفتح»: حدَّثنا سفيان -وهو الثَّوريُّ- حدَّثنا الأعمش، فزاد فيه: الثوري.
(٢) اسم الجلالة: مثبتٌ من (د).
(٣) «به»: ليس في (د).
(٤) في (د) و (ع): «للجماع».

<<  <  ج: ص:  >  >>