للمساهمة في دعم المكتبة الشاملة

فصول الكتاب

<<  <  ج: ص:  >  >>
رقم الحديث:

قال: حبُّ الله ورسوله. قال: «أنتَ مَع مَن أحببْتَ» ولم يقلْ ما زاده همَّام فقلنا: ونحن كذلك؟ قال: «نعم» ففرحنا يومئذٍ فرحًا شديدًا، فمرَّ غلامٌ … إلى آخره بل اختصرَهُ، كما قال المؤلِّف.

ومطابقةُ الأحاديثِ للتَّرجمة ظاهرةٌ، وفيها ما اختلف الرُّواة في لفظهِ هل هو ويلٌ أو ويحٌ؟ وفيها ما جزم فيهِ بأحدهما، ومجموعها يدلُّ على أنَّ كلًّا منهما توجُّعٌ يُعرف ذلك بأن كان (١) المراد الذَّمَّ أو غيره من السِّياق؛ فإنَّ (٢) في بعضِها الجزم بـ «ويل» وليس حملهُ على العذابِ بظاهرٍ، والحاصلُ أنَّ الأصل في كلٍّ منهما ما ذُكر، وقد يستعملُ أحدُهما مَوضع الآخرِ.

(٩٦) (بابُ) لبيان (٣) (عَلَامَةِ حُبِّ اللهِ) ولأبي ذرٍّ: «الحبُّ في اللهِ» ﷿ لِقَوْلِهِ) تعالى: (﴿إِن كُنتُمْ تُحِبُّونَ اللّهَ فَاتَّبِعُونِي يُحْبِبْكُمُ اللّهُ﴾ [آل عمران: ٣١]) محبَّة العبدِ لله إيثارُه (٤) طاعتَه على غيرِ ذلك، ومحبَّة الله للعبدِ أن يرضَى عنه، ويحمدُه على فعله (٥)، وعن الحسن فيما أخرجَه ابنُ أبي حاتمٍ، قال: كان قومٌ يزعمون أنَّهم يحبُّون الله، فأرادَ الله أن يجعلَ لقولهِم تصديقًا من عملٍ، فأنزلَ هذه الآية، فمن ادَّعى محبَّته تعالى وخالف سنَّة رسوله فهو كذَّابٌ وكتاب الله يكذِّبه، وقيل: محبَّة الله معرفتهُ ودوام خشيته، ودوامُ اشتغالِ القلب به وتذكره (٦) ودوام الأنسِ به، وقيل: هي اتِّباع النَّبيِّ في أقوالهِ وأفعالهِ وأحوالهِ إلَّا ما خصَّ به.

وقال في «الكواكب»: يحتملُ أن يرادَ بالتَّرجمة محبَّةُ الله للعبدِ، فهو المحبُّ، أو محبَّته (٧) لله فهو المحبوبُ، أو المحبَّة بين العبادِ في ذاتِ الله بحيث لا يشوبُها شيءٌ من الرِّياء، والآيةُ مساعدةٌ للأوَّلين، و (٨) اتِّباع الرَّسول علامةٌ للأولى؛ لأنَّها مسبِّبة للاتِّباع، وللثَّانية لأنَّها سببيَّةٌ له (٩).


(١) في (س): «أنَّ كلًّا منهما مرجعُه ذلك؛ أي: أنَّه يعرف إن كان».
(٢) في (ع) و (ص): «كان»، وفي (س): «لأن».
(٣) في (د): «بيان».
(٤) في (ع) و (د): «إيثار».
(٥) في (د) و (ع): «يحمد فعله».
(٦) في (ع): «بذكره».
(٧) في (د): «محبة العبد».
(٨) في (ب) و (س): «إذ».
(٩) «سببية له»: ليست في (ص)، وفي (ع) و (د): «مسببه».

<<  <  ج: ص:  >  >>