الهجرة بعد العقبة الثَّانية يُقرئهم القرآن، وقيل: إنَّه أوَّل من جَمَّع الجمعة بالمدينة قبل الهجرة، قتله ابن قَمِئَة في وقعة أُحُدٍ، ولم يذكر المؤلِّف هنا حديثًا في مناقبه، وكأنَّه بيَّض له، نعم سبق في «الجنائز»[خ¦١٢٧٤] أنَّه لمَّا استُشهِد لم يُوجد له ما يُكفَّن فيه. وسقط هذا التَّبويب مع ترجمته لأبي ذرٍّ.
(٢٢)(بابُ مَنَاقِبِ الحَسَنِ) أبي محمَّدٍ (وَالحُسَيْنِ) أبي عبد الله، ابني عليٍّ من فاطمة الزَّهراء (﵄) وعن أبيهما، وكان مولد أوَّلهما في رمضان سنة ثلاثٍ من الهجرة، وتُوفِّي بالمدينة مسمومًا سنة خمسين، ووُلِد ثانيهما في شعبان سنة أربعٍ، وقُتِل يوم عاشوراء سنة إحدى وستِّين بكربلاء، وسقط «باب» لأبي ذرٍّ (قَالَ) ولأبي ذرٍّ: «وقال»(نَافِعُ بْنُ جُبَيْرٍ) أي: ابن مطعمٍ، ممَّا وصله في «البيوع»[خ¦٢١٢٢] مُطوَّلًا (عَنْ أَبِي هُرَيْرَةَ)﵁ أنَّه قال: (عَانَقَ النَّبِيُّ ﷺ الحَسَنَ).
٣٧٤٦ - وبه قال:(حَدَّثَنَا صَدَقَةُ) بن الفضل المروزيُّ قال: (حَدَّثَنَا) ولأبي ذرٍّ: «أخبرنا»(ابْنُ عُيَيْنَةَ) سفيانُ قال: (حَدَّثَنَا) ولأبي ذرٍّ: «أخبرنا»(أَبُو مُوسَى) إسرائيل بن موسى، قال أبو ذرٍّ:«من أهل البصرة نزل الهند»(عَنِ الحَسَنِ) البصريِّ، لم يروه عن الحسن غير أبي موسى، أنه (سَمِعَ أَبَا بَكْرَةَ) نُفيع بن الحارث الثَّقفيَّ ﵁ أنَّه قال: (سَمِعْتُ النَّبِيَّ ﷺ عَلَى المِنْبَرِ وَالحَسَنُ) بفتح الحاء (إِلَى جَنْبِهِ) حال كونه ﷺ(يَنْظُرُ إِلَى النَّاسِ مَرَّةً وَإِلَيْهِ) إلى الحسن (مَرَّةً، وَيَقُولُ) لهم: (ابْنِي هَذَا سَيِّدٌ) كفاه هذا فضلًا وشرفًا (وَلَعَلَّ اللهَ أَنْ يُصْلِحَ بِهِ بَيْنَ فِئَتَيْنِ) أي: فرقتين (مِنَ المُسْلِمِينَ) فوقع ذلك كما قاله ﵊؛ لمَّا وقع بينه وبين معاوية بسبب الخلافة، وكان المسلمون يومئذٍ فرقتين فرقةً مع الحسن وفرقةً مع معاوية، وكان الحسن يومئذٍ أحقَّ النَّاس بالخلافة، فدعاه وَرَعُه وشفقَتُه على المسلمين إلى ترك الملك والدُّنيا؛ رغبةً فيما عند الله ﷿، ولم يكن ذلك لقلَّةٍ ولا ذلَّةٍ، فقد بايعه على الموت أربعون ألفًا.