«له»، وللكُشمِيهَنيِّ:«ليس منهم نسبٌ قرابةٌ أو نحوها»(١)(فَلْيَتَبَوَّأْ مَقْعَدَهُ مِنَ النَّارِ) خبرٌ بلفظ الأمر، أي: هذا جزاؤه، وقد يُعفى عنه أو يتوب فيسقط عنه، وقيَّد بالعلم، لأنَّ الإثمَ إنَّما يترتَّبُ على العالِمِ بالشيء المتعمِّدِ له، فلا بُدَّ منه في الحالتين إثباتًا ونفيًا.
وهذا الحديث أخرجه أيضًا في «الأدب»[خ¦٦٠٤٥]، ومسلم في «الإيمان».
٣٥٠٩ - وبه قال:(حَدَّثَنَا عَلِيُّ بْنُ عَيَّاشٍ) بالتحتيَّة والمعجمة، الألهانيُّ الحِمصيُّ قال:(حَدَّثَنَا حَرِيزٌ) بالحاء المهملة المفتوحة والراء المكسورة والزاي آخره، ابنُ عثمانَ الحِمصيُّ الرَّحَبيُّ -بفتح الراء والحاء المهملة بعدَها موحَّدة- مِن صغار التابعينَ، ثقةٌ ثَبْتٌ لكنَّه رُمِيَ بالرفضِ، وقال الفَلَّاسُ: كان ينتقصُ عليًّا، وقال ابنُ حِبَّانَ: كان داعيةً إلى مذهبهِ يُجتنَبُ حديثُه، وقال البخاريُّ: قال أبو اليمان: كان ينال من رجلٍ ثم تَرَكَ، قال ابنُ حَجَرٍ: هذا أعدلُ الأقوالِ، لعلَّه تاب، وليس له في «البخاري» سوى هذا الحديث وآخرَ في «صفةِ النبيِّ ﷺ»[خ¦٣٥٤٦]، وروى له أصحابُ «السنن»(قَالَ: حَدَّثَنِي) بالإفراد (عَبْدُ الوَاحِدِ بْنُ عُبَيدِ اللهِ) بضمِّ العينِ في الثاني مصغَّرًا، كذا في فرع «اليونينية»، وفي أصله وغيره:«بنُ عَبدِ اللهِ» بفتح العين مكبَّرًا، ابنِ كعبِ بنِ عُميرٍ (النَّصْرِيُّ) بالنون المفتوحة والصاد المهملة الساكنة، من بني نصرِ بنِ معاويةَ بنِ بكرِ بنِ هوازنَ الدمشقيُّ التابعي الصغير، وثَّقه العِجليُّ والدارَقُطنيُّ وغيرُهما، وقال أبو حاتم: لا يُحتجُّ به، وليس له في «البخاري» سوى هذا الحديث الواحد، وخرَّج له الأربعةُ (قَالَ: سَمِعْتُ وَاثِلَةَ بْنَ الأَسْقَعِ) بالقاف، ابن كعب الليثي ﵁(يَقُولُ: قَالَ رَسُولُ اللهِ ﷺ: إِنَّ مِنْ أَعْظَمِ الفِرَى) بكسر الفاء وفتح الراء مقصورًا ويُمدُّ، جمعُ فِرية، أي: مِن أعظمِ الكذبِ والبُهت (أَنْ يَدَّعِيَ الرَّجُلُ) بتشديد الدال، ينتسبَ (إِلَى غَيْرِ أَبِيهِ، أَو يُرِيَ عَيْنَهُ مَا لَمْ تَرَ) بالإفراد في «عينه»، و «يُرِيَ»: بضمِّ أوَّلِه وكسر ثانيه، مِن «أرى» أي: يَنسبَ الرؤيةَ إلى عينه،