للمساهمة في دعم المكتبة الشاملة

فصول الكتاب

<<  <  ج: ص:  >  >>
رقم الحديث:

ومطابقتُه لما تَرجم به من جهة (١) قصَّة الإفك في الجملة، واعترض الخطيب -وتَبِعَه جماعةٌ- على هذا الحديث: بأنَّ مسروقًا لم يسمع من أمِّ رُومان؛ لأنَّها تُوفِّيت في زمنه ، وسِنُّ مسروقٍ إذ ذاك ستُّ سنين، فالظاهرُ أنَّه مرسلٌ، وأجاب في «المقدمة»: بأنَّ الواقع في «البخاري» هو الصواب؛ لأنَّ راوي وفاة أمِّ رُومان في سنة سِتٍّ عليُّ بن زيد بن جُدعان، وهو ضعيفٌ، كما نبَّه عليه البخاريُّ في تاريخيه (٢) «الأوسط» و «الصغير»، وحديثُ مسروقٍ أصحُّ إسنادًا، وقد جزم إبراهيمُ الحَربيُّ الحافظ (٣) بأنَّ مسروقًا إنَّما سمع مِن أمِّ رُومان في خلافة عُمَرَ، وقال أبو نُعيم الأصبهانيُّ: عاشت أمُّ رُومان بعدَ النبيِّ دهرًا.

(٨) هذا (بَابٌ) بالتَّنوين في قوله تعالى: (﴿إِذْ﴾) ظرف لـ «مسكم» أو ﴿أَفَضْتُمْ﴾ (﴿تَلَقَّوْنَهُ﴾) أي: الإفكَ (﴿بِأَلْسِنَتِكُمْ﴾) قال الكلبيُّ: وذلك أنَّ الرجل منهم يلقى الآخر فيقول: بلغني كذا وكذا، يتلَّقونه تلقِّيًا (﴿وَتَقُولُونَ بِأَفْوَاهِكُم﴾) في شأن أمِّ المؤمنين (﴿مَّا لَيْسَ لَكُم بِهِ عِلْمٌ﴾) فإن قلتَ: ما معنى قوله: ﴿بِأَفْوَاهِكُم﴾ والقولُ لا يكون إلَّا بالفم؟ أجيب بأنَّ الشيءَ المعلوم يكونُ علمه في القلب فيُترجِمُ عنه اللسان، والإفكُ ليس إلَّا قولًا يجري على ألسنتِكُم مِن غير أن يحصلَ في قلوبِكُم علمٌ به (٤) (﴿وَتَحْسَبُونَهُ هَيِّنًا وَهُوَ عِندَ اللهِ عَظِيمٌ﴾) [النور: ١٥] في الوزر، وسقط لأبي ذر «﴿وَتَحْسَبُونَهُ﴾ … » إلى آخره وقال بعد ﴿عِلْمٌ﴾: «الآيةَ» وسقط «باب» لغير أبي ذرٍّ.

٤٧٥٢ - وبه قال: (حَدَّثَنَا إِبْرَاهِيمُ بْنُ مُوسَى) الفراء الرازيُّ الصغير قال: (حَدَّثَنَا) ولأبي ذرٍّ: «أخبرنا» (هِشَامٌ) ولأبي ذر: «هشام بن يوسف» (أَنَّ ابْنَ جُرَيْجٍ) عبد الملك بن عبد العزيز (أَخْبَرَهُمْ: قَالَ ابْنُ أَبِي مُلَيْكَةَ) عبد الله بن عبد الرحمن: (سَمِعْتُ عَائِشَةَ) (تَقْرَأُ) ولأبي ذر: «تقول»: ((إِذْ


(١) «جهة»: ليس في (د).
(٢) في (ص) و (م): «تاريخه».
(٣) «الحافظ»: ليس في (د).
(٤) في (ص): «منه».

<<  <  ج: ص:  >  >>