للمساهمة في دعم المكتبة الشاملة

فصول الكتاب

<<  <  ج: ص:  >  >>
رقم الحديث:

القُلُوبِ) أي: لا أفعل أو لا أقول وحقِّ مقلِّب القلوب، وفي نسبة مقلِّب القلوب إلى الله تعالى إشعارٌ بأنَّه يتولَّى قلوب عباده ولا يَكِلُها إلى أحدٍ من خلقه، وفي دعائه : «يا مقلِّب القلوب ثبِّت قلبي على دينك» إشارةٌ إلى شمول ذلك للعباد حتَّى الأنبياء، ودفْعُ توهُّم من يتوهَّم أنَّهم يُستَثْنَون من ذلك، قاله (١) البيضاوي.

وفي الحديث أنَّ أعراض القلوب من إرادةٍ وغيرها تقع بخلق الله، وجواز تسمية الله بما ثبت في الحديث وإن لم يتواتر، وجواز اشتقاق الاسم له من الفعل الثَّابت، والحديث مرَّ في «القدر» [خ¦٦٦١٧].

(١٢) (بابٌ) بالتَّنوين يُذكَر فيه: (إِنَّ لِلَّهِ مِئَةَ اسْمٍ إِلَّا وَاحِدًا) ولفظ «الباب» ثابتٌ لأبي ذرٍّ، وفي روايته عن الحَمُّويي والمُستملي: «إلَّا واحدةً» بلفظ التَّأنيث باعتبار معنى التسمية.

(قَالَ ابْنُ عَبَّاسٍ) : (﴿ذُو الْجَلَالِ﴾ [الرحمن: ٢٧]) أي: (العَظَمَةِ) وعند ابن كثيرٍ في «تفسيره»: وقال ابن عبَّاسٍ: ﴿ذُو الْجَلَالِ وَالْإِكْرَامِ﴾ ذو العظمة والكبرياء. انتهى. فهو تعالى ذو الجلال الذي لا جلال ولا كمال إلَّا وهما له مطلقان، عمَّ جلاله جميع الأكوان، فلم تُطِق الأكوان رؤيته في الدُّنيا لهيبة الجلال، فإذا كان في اليوم الموعود فإنَّه تعالى يَبرز لعباده المؤمنين في الجمال والجلال والأنس فينظرون إليه، فتعود أنوار النَّظر عليهم، فتتجدَّد لهم قوَّةٌ يقدرون بها على النَّظر إليه، لا حَرَمنا (٢) اللهُ ذلك بمنِّه وفَضْله (٣)، ولأبي ذرٍّ عن الكُشْمِيهَنيِّ: «العظيم».

وقال ابن عبَّاسٍ أيضًا فيما وصله الطَّبريُّ: (﴿الْبَرُّ﴾ [الطور: ٢٨]) معناه (اللَّطِيفُ) وقال غيره: البرُّ: المحسن، فما من برٍّ وإحسان إلَّا وهو موليه، قال القشيريُّ: من كان الله تعالى بارًّا به عَصَم عن المخالفات نفسه (٤)، وأدام بفنون اللَّطائف أُنسَه، وطيَّب فؤاده، وحصَّل مراده،


(١) في (د) و (ع): «قال» ولعلَّه تحريفٌ.
(٢) في غير (ب): «أحرمنا».
(٣) «بمنِّه وفضله»: ليس في (د).
(٤) «نفسه»: ليس في (د).

<<  <  ج: ص:  >  >>