للمساهمة في دعم المكتبة الشاملة

فصول الكتاب

<<  <  ج: ص:  >  >>
رقم الحديث:

(فَمَا تَأْمُرُنِي إِنْ أَدْرَكَنِي ذَلِكَ؟ قَالَ: تَلْزَمُ جَمَاعَةَ المُسْلِمِينَ وَإِمَامَهُمْ) بكسر الهمزة، أي: أميرَهم ولو جار، وفي رواية أبي الأسود عن حذيفةَ عند مسلمٍ: «تسمعُ وتطيعُ وإن ضُرِب ظهرُك وأُخِذَ مالُك» (قُلْتُ: فَإِنْ لَمْ يَكُنْ لَهُمْ جَمَاعَةٌ وَلَا إِمَامٌ) يجتمعون على طاعته (١) (قَالَ) : إن لم يكن لهم إمامٌ يجتمعون عليه (فَاعْتَزِلْ تِلْكَ الفِرَقَ كُلَّهَا، وَلَوأَنْ تَعَضَّ) بفتح العين المهملة وتشديد الضاد المعجمة، أي: ولو كان الاعتزالُ بالعَضِّ (بِأَصْلِ شَجَرَةٍ) فلا تعدِلْ عنه (حَتَّى يُدْرِكَكَ المَوْتُ وَأَنْتَ عَلَى ذَلِكَ) العَضِّ، قال (٢) التُّورِبشتيُّ: أي: تتمسَّك بما تُقَوِّي به عزيمتَك على اعتزالهم، ولو بما لا يكادُ يصحُّ أن يكون مُتمَسَّكًا، وقال (٣) الطِّيبيُّ: هذا شرطٌ تعقَّب به الكلام تتميمًا ومبالغةً، أي: اعتزل الناس اعتزالًا لا غايةَ بعدَه، ولو قنعت فيه بعَضِّ أصل الشجرة افعل فإنَّه خيرٌ لك، وقال البيضاويُّ: المعنى: إذا لم يكن في الأرض خليفةٌ فعليك بالعُزلة والصبر على تحمُّلِ شِدَّة الزمان، و «عَضُّ أصل الشجرة» كنايةٌ عن مكابدة المشقة؛ كقولهم: فلان يعَضُّ الحجارة مِن شِدَّة الألم، أو المراد: اللزوم، كقوله في الحديث الآخر: «عضوا عليها بالنواجذ».

وهذا الحديث أخرجه أيضًا في «الفتن» [خ¦٧٠٨٤]، ومسلمٌ في «الإمارة والجماعة»، وابن ماجه في «الفتن» (٤).

٣٦٠٧ - وبه قال: (حَدَّثَنِي) بالإفراد، ولأبي ذرٍّ: «حدَّثنا» بالجمع (مُحَمَّدُ بْنُ المُثَنَّى) العَنَزِيُّ الزَّمِنُ البصريُّ (قَالَ: حَدَّثَنِي) بالإفراد، ولأبي ذرٍّ: «حدَّثنا» (يَحْيَى بْنُ سَعِيدٍ) القطان (عَنْ إِسْمَاعِيلَ) بنِ أبي خالدٍ البَجليِّ الكوفيِّ أنَّه قال: (حَدَّثَنِي) بالإفراد (قَيْسٌ) هو (٥) ابن أبي حازِمٍ


(١) في (ص): «عليه».
(٢) في (د) و (م): «وقال».
(٣) في غير (د) و (س): «قال».
(٤) قوله: «ومسلم في الإمارة … » سقط من (د).
(٥) «هو»: ليس في (د).

<<  <  ج: ص:  >  >>