للمساهمة في دعم المكتبة الشاملة

فصول الكتاب

<<  <  ج: ص:  >  >>
رقم الحديث:

«وقالت»: (يَا رَسُولَ اللهِ، أَحْمِي) بفتح الهمزة (سَمْعِي) من أن أقول: سمعتُ ولم أسمع (وَبَصَرِي) من أنْ أقول: أبصرت (١) ولم أُبصر (مَا عَلِمْتُ) عليها (إِلَّا خَيْرًا، قَالَتْ) عائشة: (وَهْيَ) أي: زينبُ (الَّتِي كَانَتْ تُسَامِينِي مِنْ أَزْوَاجِ رَسُولِ اللهِ ) بضمِّ الفوقيَّة وبالمهملة؛ من السموِّ؛ وهو العلوُّ والارتفاع، أي: تطلبُ مِنَ العلوِّ والارتفاع والحُظوة عند النبيِّ ما أطلب، أو تعتقد أنَّ لها مثلَ الذي لي عندَه (فَعَصَمَهَا اللهُ) أي: حفِظَها الله (٢) (بِالوَرَعِ) أنْ تقولَ بقولِ أهل الإفك (وَطَفِقَتْ) بكسر الفاء: جَعَلَتْ أو شَرَعَتْ (أُخْتُهَا حَمْنَةُ) بفتح الحاء المهملة وبعد الميم الساكنة نون مفتوحة فهاء تأنيث (تُحَارِبُ لَهَا) أي: لأختِها زينبَ، وتحكي مقالة أهل الإفك؛ لتخفضَ منزلَة عائشةَ، وتُعلي منزلةَ أختِها زينبَ (فَهَلَكَتْ فِيمَنْ هَلَكَ مِنْ أَصْحَابِ الإِفْكِ) فحُدَّتْ فيمَن حُدَّ، أو أَثِمَت مع مَن أَثِمَ.

وهذا الحديث سبق في «كتاب الشَّهادات» [خ¦٢٦٦١].

(٧) هذا (٣) (بابٌ) «بالتنوين في» (٤) (قَوْلُهُ) تعالى: (﴿وَلَوْلَا فَضْلُ اللهِ عَلَيْكُمْ﴾) «لولا» هذه لامتناع الشيء لوجود غيره، أي: لولا فضل الله عليكم أيُّها الخائضون في شأن عائشة (﴿وَرَحْمَتُهُ فِي الدُّنْيَا﴾) بأنواع النِّعم التي مِن جملتها قَبولُ توبتِكُم وإنابتِكُم إليه (﴿وَالْآخِرَةِ﴾) بالعفو والمغفرة (﴿لَمَسَّكُمْ﴾) عاجلًا (﴿فِي مَا أَفَضْتُمْ﴾) أي: خُضْتُم (﴿فِيهِ﴾) من قضية (٥) الإفك (﴿عَذَابٌ عَظِيمٌ﴾ [النور: ١٤]).

قال ابن عبَّاس: المراد بالعذاب العظيم الذي لا انقطاع له؛ يعني: في الآخرة؛ لأنَّه ذكر عذاب الدنيا مِن قبلُ فقال: ﴿وَالَّذِي تَوَلَّى كِبْرَهُ مِنْهُمْ لَهُ عَذَابٌ عَظِيمٌ﴾ [النور: ١١] وقد أصابه، فإنَّه جُلِدَ


(١) في (د) و (ص): «بصرت».
(٢) زيادة من (ص).
(٣) «هذا»: ليس في (د).
(٤) قوله: «بالتنوين في»، زيادة في (د) و (م).
(٥) في (م): «قصة».

<<  <  ج: ص:  >  >>