للمساهمة في دعم المكتبة الشاملة

فصول الكتاب

<<  <  ج: ص:  >  >>
رقم الحديث:

٦٦٧٤ - وبه قال: (حَدَّثَنَا سُلَيْمَانُ بْنُ حَرْبٍ) الواشحيُّ البصريُّ قاضِي مكَّة قال: (حَدَّثَنَا شُعْبَةُ) بن الحجَّاج (عَنِ الأَسْوَدِ بْنِ قَيْسٍ) العبديِّ الكوفيِّ، أنَّه (قَالَ: سَمِعْتُ جُنْدَبًا) بضم الجيم وفتح الدال المهملة وبالباء الموحدة، ابنَ عبد الله البجليَّ ، أنَّه (قَالَ: شَهِدْتُ النَّبِيَّ صَلَّى يَوْمَ عِيدٍ) أي: عيد الأضحى (ثُمَّ خَطَبَ، ثُمَّ قَالَ: مَنْ ذَبَحَ) أي: قبلَ الصَّلاة (فَلْيُبَدِّلْ مَكَانَهَا) بضم التحتية وفتح الموحدة وتشديد الدال، كذا في «اليونينيَّة»، وفي نسخة (١): «فليُبْدِل» بسكون الموحدة وتخفيف الدال؛ أي (٢): فليذبحْ غيرَها (وَمَنْ لَمْ يَكُنْ ذَبَحَ) قبل الصَّلاة (فَلْيَذْبَحْ) بعدَها (بِاسْمِ اللهِ) وهذا ثابتٌ (٣) في رواية أبي ذرٍّ.

ومناسبة الحديثِ والَّذي قبله للتَّرجمة: قال الكِرْمانيُّ وتبعَه العينيُّ وابنُ حجرٍ: الإشارةُ إلى التَّسوية بين الجاهلِ بالحكمِ والنَّاسي في وقتِ الذَّبح، فليتأمَّل.

(١٦) (باب) حكم (اليَمِينِ الغَمُوْسِ) بفتح الغين المعجمة وضم الميم وبعد الواو الساكنة سين مهملة، فعول بمعنى فاعل؛ لأنَّها تغمسُ صاحبها في الإثمِ، ثمَّ في النَّار، وقول الله تعالى في سورة النَّحل: (﴿وَلَا تَتَّخِذُواْ أَيْمَانَكُمْ دَخَلاً بَيْنَكُمْ﴾) ﴿دَخَلاً﴾ مفعولٌ ثانٍ لـ ﴿تَتَّخِذُواْ﴾، والدَّخل: الفسادُ والدَّغل، وقال الواحديُّ: الغشُّ والخيانةُ، وقيل: ما أُدخل في الشَّيء على فسادٍ (﴿فَتَزِلَّ قَدَمٌ﴾) أي: فتزلَّ أقدامُكم عن محجَّة الإسلام (﴿بَعْدَ ثُبُوتِهَا وَتَذُوقُواْ الْسُّوءَ﴾) في الدُّنيا (﴿بِمَا صَدَدتُّمْ﴾) بصدودِكُم (﴿عَن سَبِيلِ اللّهِ﴾) وخروجكُم عن الدِّين (﴿وَلَكُمْ عَذَابٌ عَظِيمٌ﴾ [النحل: ٩٤]) في الآخرةِ. قال في «الكشاف»: وحِّدتِ القدمُ ونُكِّرت؛ لاستعظامِ أن تزل قدَمٌ واحدةٌ عن طريقِ الحقِّ بعد أن ثبتتْ عليه فكيفَ بأقدامٍ كثيرةٍ؟ قال أبو حيَّان: الجمعُ تارةً يُلحظ فيه المجموع من حيثُ هو مجموعٌ، وتارةً يُلحظ فيه اعتبار كلِّ فردٍ فردٍ، فإذا لوحظَ فيه المجموع كان الإسناد معتبرًا فيه الجمعيَّة، وإذا لوحظ فيه كلُّ فردٍ فردٍ كان الإسنادُ مطابقًا للفظ الجمعِ كثيرًا،


(١) «وفي نسخة»: ليست في (د).
(٢) «أي»: ليست في (د).
(٣) في (ج): «وهذه ثابتة».

<<  <  ج: ص:  >  >>