للمساهمة في دعم المكتبة الشاملة

فصول الكتاب

<<  <  ج: ص:  >  >>
رقم الحديث:

وقع قوله: «ولا يملأ … » إلى آخره موقع التَّذييل والتَّقرير للكلامِ السَّابق، كأنَّه قيل: ولا يُشبِعُ من خُلِقَ من تُرابٍ إلَّا التُّرابُ (وَيَتُوبُ اللهُ عَلَى مَنْ تَابَ) أي: يقبلُ توبةَ الحريصِ كما يقبلُها من غيرهِ (قَالَ ابْنُ عَبَّاسٍ) : (فَلَا (١) أَدْرِي مِنَ القُرْآنِ) المنسوخِ تلاوته (هُوَ) أي: الحديثُ المذكور (أَمْ لَا) ومبحثُ ذلك يأتي في هذا الباب إن شاء الله تعالى [خ¦٦٤٤٠].

(قَالَ) عطاءٌ -بالسَّند السَّابق-: (وَسَمِعْتُ ابْنَ الزُّبَيْرِ) عبد الله (يَقُولُ: ذَلِكَ) الحديث باللَّفظ المذكورِ بغير زيادة ابن عبَّاس: «فلا أدري من القرآن هو أم لا؟» وقال في «الكواكب»: ويُحتمل أن يراد به قول: «لا أدري» أيضًا (عَلَى المِنْبَرِ) بمكَّة المشرَّفة.

٦٤٣٨ - وبه قال: (حَدَّثَنَا أَبُو نُعَيْمٍ) الفضل بن دُكين قال: (حَدَّثَنَا عَبْدُ الرَّحْمَنِ بْنُ سُلَيْمَانَ بْنِ الغَسِيلِ) بفتح المعجمة وكسر المهملة، أي: مغسولُ الملائكة حين استشهدَ وهو جُنب، وهو حنظلةُ بن أبي عامرٍ الأوسيُّ، وهو جدُّ سُليمان المذكور؛ لأنَّه ابن عبد الله بن حنظلة، ولعبدِ الله صحبةٌ، وعبد الرَّحمن من صغار التَّابعين (عَنْ عَبَّاسِ بْنِ سَهْلِ بْنِ سَعْدٍ) بسكون العين والهاء، و «عبَّاس» بالموحدة المشددة آخره مهملة، أنَّه (قَالَ: سَمِعْتُ ابْنَ الزُّبَيْرِ) عبد الله (عَلَى المِنْبَرِ بِمَكَّةَ) ولأبي ذرٍّ: «على (٢) منبر مكَّة» (فِي خُطْبَتِهِ يَقُولُ: يَا أَيُّهَا النَّاسُ، إِنَّ النَّبِيَّ كَانَ يَقُولُ: لَوْ أَنَّ ابْنَ آدَمَ أُعْطِيَ) بضم الهمزة، مبنيًّا للمفعول (وَادِيًا مَلْأً) بفتح الميم وسكون اللَّام بعدها همزة منوَّنًا، ولأبي ذرٍّ: «ملآن» (مِنْ ذَهَبٍ أَحَبَّ إِلَيْهِ ثَانِيًا، وَلَوْ أُعْطِيَ ثَانِيًا أَحَبَّ إِلَيْهِ (٣) ثَالِثًا، وَلَا يَسُدُّ جَوْفَ) وفي رواية أبي عاصم، عن ابن جريجٍ -السَّابقة في هذا الباب [خ¦٦٤٣٦]-: «ولا يملأُ جوف» (ابْنِ آدَمَ إِلَّا التُّرَابُ) قال النَّوويُّ: معناه: أنَّه لا يزال حريصًا على الدُّنيا حتَّى يموتَ ويمتلئَ جوفُه من ترابِ قبرهِ.


(١) في (د): «ولا».
(٢) «على»: ليست في (د).
(٣) «إليه»: ليست في (د).

<<  <  ج: ص:  >  >>