للمساهمة في دعم المكتبة الشاملة

فصول الكتاب

<<  <  ج: ص:  >  >>
رقم الحديث:

وبدالين مهملتين، أي: قَطْعُه (قَالَ: أَتَيْتُ رَسُولَ اللهِ فَقُلْتُ) له: يا رسولَ الله (قَدْ عَلِمْتَ أَنَّ وَالِدِي قَدِ اسْتُشْهِدَ يَوْمَ أُحُدٍ، وَتَرَكَ) عليه (دَيْنًا كَثِيرًا، وَإِنِّي أُحِبُّ أَنْ يَرَاكَ الغُرَمَاءُ. فَقَالَ: اذْهَبْ) إلى حائطكَ (فَبَيْدِرْ) بكسر الدال المهملة وجزم (١) الراء، أي: اجمعْ (كُلَّ تَمْرٍ) أي: نوعٍ من التمرِ في موضعٍ، ولأبي ذرٍّ عن الكُشمِيهنيِّ «تمرةٍ» (عَلَى نَاحِيَةٍ، فَفَعَلْتُ) ذلك (ثُمَّ دَعَوْتُهُ) (فَلَمَّا نَظَرُوا) أي: الغُرَماء (إِلَيْهِ) (كَأَنَّهُمْ) ولأبي ذرٍّ «كأنَّما» (أُغْرُوا بِي) بضم الهمزة وسكون الغين المعجمة، أي: لحُّوا في مطالبَتِي وألحُّوا عليَّ، وكأنَّهم أُمِرُوا بذلك (تِلْكَ السَّاعَةَ، فَلَمَّا رَأَى) (مَا يَصْنَعُونَ أَطَافَ حَوْلَ أَعْظَمِهَا بَيْدَرًا) أي: ألمَّ به وقاربهُ (ثَلَاثَ مَرَّاتٍ، ثُمَّ جَلَسَ) (عَلَيْهِ ثُمَّ قَالَ: ادْعُ لَكَ) بالكاف، ولأبي ذرٍّ عن الحَمُّويي والمُستملي «ادعُ لي» (أَصْحَابَكَ) يعني: الغُرَماءَ (فَمَا زَالَ يَكِيلُ لَهُمْ حَتَّى أَدَّى اللهُ عَنْ وَالِدِي أَمَانَتَهُ، وَأَنَا أَرْضَى أَنْ يُؤَدِّيَ اللهُ أَمَانَةَ وَالِدِي، وَلَا أَرْجِعَ إِلَى أَخَوَاتِي بِتَمْرَةٍ (٢)، فَسَلَّمَ اللهُ البَيَادِرَ كُلَّهَا، وَحَتَّى إِنِّي (٣) أَنْظُرُ إِلَى البَيْدَرِ الَّذِي كَانَ عَلَيْهِ النَّبِيُّ كَأَنَّهَا لَمْ تَنْقُصْ) منه (تَمْرَةً وَاحِدَةً) وهذا من أعلامِ نبوَّته .

وقد سبقَ هذا الحديثُ في مواضع «كالبيعِ» [خ¦٢١٢٧] و «القرضِ» [خ¦٢٤٠٥] والمراد من سياقه (٤) هنا: أنَّ عبدَ الله والدَ جابر كان ممَّن استشْهد بأُحد.

٤٠٥٤ - وبه قال: (حَدَّثَنَا عَبْدُ العَزِيزِ بْنُ عَبْدِ اللهِ) الأويسيُّ قال: (حَدَّثَنَا إِبْرَاهِيمُ بْنُ سَعْدٍ) بسكون العين (عَنْ أَبِيهِ) سعدِ بن إبراهيمَ بنِ عبد الرَّحمنِ بن عوفٍ (عَنْ جَدِّهِ، عَنْ سَعْدِ بْنِ أَبِي وَقَّاصٍ ) أنَّه (قَالَ: رَأَيْتُ رَسُولَ اللهِ يَوْمَ) وقعةِ (أُحُدٍ، وَمَعَهُ رَجُلَانِ) هما جبريلُ وميكائيلُ عليهما الصلاة والسلام


(١) في (ص): «وكسر».
(٢) في (ص) و (م): «بتمر».
(٣) في (ص): «كأني».
(٤) في (ص): «سياقته».

<<  <  ج: ص:  >  >>