للمساهمة في دعم المكتبة الشاملة

فصول الكتاب

<<  <  ج: ص:  >  >>
رقم الحديث:

يَزِيدُ بْنُ زُرَيْعٍ) بضم الزاي وفتح الراء مصغَّرًا قال: (حَدَّثَنَا سَعِيدٌ) بكسر العين، ابنُ أبي عَروبةَ (عَنْ قَتَادَةَ) بنِ دعامَة (عَنْ أَنَسٍ، عَنْ أَبِي طَلْحَةَ) زيدِ بن سهل الأنصاريِّ () أنَّه (قَالَ: كُنْتُ فِيمَنْ تَغَشَّاهُ) بفتح الغين والشين المشددة المعجمتين (النُّعَاسُ يَوْمَ أُحُدٍ) أي: وهُم في مصافِّهم (حَتَّى سَقَطَ سَيْفِي مِنْ يَدِي مِرَارًا، يَسْقُطُ) من يدِي (وَآخُذُهُ، وَيَسْقُطُ) من يدِي (فَآخُذُهُ) بالفاءِ، ولأبي ذرٍّ «وآخذُه». قال ابنُ مسعودٍ -فيما رواهُ ابنُ أبي حاتمٍ-: النُّعاسُ في القتالِ أمنة، والنُّعاس في الصَّلاةِ من الشَّيطانِ، وذلكَ لأنَّه في القتالِ لا يكونُ إلَّا من الوثوقِ باللهِ تعالى والفراغِ عن الدُّنيا، ولا يكونُ في الصَّلاةِ إلَّا مِن غايةِ البُعدِ عنِ اللهِ، ثمَّ ذلك النُّعاس كان فيه فوائد؛ لأنَّ السَّهرَ يوجبُ الضَّعفَ والكلالَ، والنَّومَ يفيدُ عودَ القوَّةِ والنَّشاطِ؛ ولأنَّ المشركين كانوا في غايةِ الحرصِ على قتلِهم فبقاؤُهم في النَّوم مع السَّلامةِ في تلك المعركةِ من أدلِّ (١) الدَّلائلِ على حفظِ الله تعالى لهم، وذلك ممَّا يزيلُ الخوفَ من قلوبِهم ويورثهُم الأمنَ؛ ولأنَّهم لو شاهدُوا قتلَ إخوانِهِم الَّذين أرادَ اللهُ تعالى إكرامَهُم بالشَّهادةِ لاشتدَّ خوفُهُم.

(٢١ م) هذا (بابٌ) بالتنوين في قوله تعالى: (﴿لَيْسَ لَكَ مِنَ الأَمْرِ شَيْءٌ﴾) اسم «ليس» قوله: ﴿شَيْءٌ﴾ وخبرها: ﴿لَكَ﴾ و ﴿مِنَ الأَمْرِ﴾: حال من ﴿شَيْءٌ﴾ لأنَّها صفة مقدَّمة (﴿أَوْ يَتُوبَ عَلَيْهِمْ﴾) عطف على ﴿لِيَقْطَعَ طَرَفًا مِّنَ الَّذِينَ كَفَرُواْ أَوْ يَكْبِتَهُمْ﴾ [آل عمران: ١٢٧] ﴿لَيْسَ لَكَ مِنَ الأَمْرِ شَيْءٌ﴾ اعتراضٌ بين المعطوف والمعطوف عليه، والمعنى: إن الله تعالى مالكُ أمرهم، فإمَّا أن يُهلكهم، أو يَهزمهم، أو يَتوب عليهم إنْ أسلموا (﴿أَوْ يُعَذَّبَهُمْ﴾) إن أصرُّوا على الكُفْر، ليس لك من الأمر شيءٌ إنَّما أنت عبد (٢) مبعوثٌ لإنذارِهم ومجاهدَتهم (﴿فَإِنَّهُمْ ظَالِمُونَ﴾ [آل عمران: ١٢٨]) مستحقُّون للتَّعذيب، وسقطَ لفظ «باب» لأبي ذرٍّ.

(قَالَ حُمَيْدٌ) الطَّويل ممَّا وصلهُ أحمدُ والتِّرمذيُّ والنَّسائيُّ، ذكره المؤلِّف كلاحقهِ في بيان


(١) في (ب): «أجل»، وفي (د): «مع».
(٢) «عبد»: ليست في (ص) و (م).

<<  <  ج: ص:  >  >>