القصَّة، وقد قال السُّهَيلي: إذا جاز أن يكونوا في هذه الحالةِ عالمين جازَ أن يكونوا سَامعين، وذلك إما بآذانِ رُؤوسهم على قولِ الأكثر، أو بآذانِ قُلوبهم، وقد تمسَّك به من يقول: إنَّ السُّؤال يتوجَّه على الرُّوح والجسدِ، وردَّه من قال: إنَّما يتوجَّه على الرُّوح فقط بأن الإسماعَ يحتملُ أن يكون لأُذن الرَّأس وأُذن (١) القلب، فلم يبق فيه حجَّة. انتهى.
وقد أنكرَ عذابَ القبرِ بعضُ المعتزلةِ والرَّوافض، محتجِّين بأنَّ الميِّت جمادٌ لا حياةَ له ولا إدراكَ، فتعذيبُه محالٌ.
وأُجيب بأنَّه يجوزُ أن يخلقَ الله تعالى في جميعِ الأجزاءِ أو في بعضِها نوعًا من الحياة قدر ما يُدرك ألم العذابِ، وهذا لا يلزمُ منه إعادة الرُّوح إلى الجسدِ، ولا أن يتحرَّك ويضطرب، أو يرى أثرَ العذابِ عليه، حتَّى إنَّ الغَرِيق في الماء، والمأكولَ في بطونِ الحيواناتِ والمصلُوب في الهواءِ يُعذَّب، وإن لم نطَّلع نحن عليه.
(٩)(بابٌ فَضْلُ مَنْ شَهِدَ) من المسلمين (بَدْرًا) مع النَّبيِّ ﷺ مقاتلًا للمشركين، وسقط «الباب» لأبي ذرٍّ والأَصيليِّ وابنِ عساكرٍ.