للمساهمة في دعم المكتبة الشاملة

فصول الكتاب

<<  <  ج: ص:  >  >>
رقم الحديث:

«قال» (أَبُو مَيْسَرَةَ) -ضدُّ الميمنة- عمرو بن شرحبيل الهَمْدانيُّ الكوفيُّ، فيما وصله وكيعٌ في «تفسيره»: الأوَّاه: (الرَّحِيمُ بِلِسَانِ الحَبَشَةِ) ورواه ابن أبي حاتمٍ من طريق ابن مسعودٍ بإسنادٍ حسنٍ قال: «الأوَّاه: الرَّحيم» ولم يقل: بلسان الحبشة. ومن طريق عبد الله بن شدَّادٍ -أحد كبار التَّابعين- قال: قال رجلٌ: يا رسول الله، ما الأوَّاه؟ قال: «الخاشع المتضرِّع في الدُّعاء»، ومن طريق ابن عبَّاسٍ (١) قال (٢): «الأوَّاه: الموقن» ومن طريق مجاهدٍ: «المنيب» ومن طريق الشَّعبيِّ : «المسبِّح» ومن طريق كعب الأحبار قال: «كان إذا ذكر النَّار قال: أوَّاه من عذاب الله» وقال في «اللُّباب»: الأوَّاه: الكثير التَّأوُّه، وهو من يقول: أوَّاه، وقيل: من يقول: أوَّه، وهو أنسب لأنَّ «أوَّه» بمعنى: أتوجَّع، فالأوَّاه «فعَّالٌ» مثال مبالغةٍ من ذلك، وقياس فعله أن يكون ثلاثيًا، لأنَّ أمثلة المبالغة إنَّما تطَّرد في الثُّلاثيِّ، وإنَّما وصف الله تعالى خليله بهذين الوصفين بعد قوله: ﴿وَمَا كَانَ اسْتِغْفَارُ إِبْرَاهِيمَ لِأَبِيهِ إِلاَّ عَن مَّوْعِدَةٍ وَعَدَهَا إِيَّاهُ (٣)﴾ … الآية [التوبة: ١١٤] لأنَّه تعالى وصفه بشدَّة الرِّقَّة والشَّفقة والخوف، ومن كان كذلك فإنَّه تعظم رقَّته على أبيه، ثمَّ إنَّه مع هذه الصِّفات تبرَّأ من أبيه وغلظ قلبه عليه لمَّا ظهر له إصراره على الكفر.

٣٣٤٩ - وبه قال: (حَدَّثَنَا مُحَمَّدُ بْنُ كَثِيرٍ) -بالمثلَّثة- العبديُّ البصريُّ قال: (أَخْبَرَنَا سُفْيَانُ) الثَّوريُّ قال: (حَدَّثَنَا المُغِيرَةُ بْنُ النُّعْمَانِ) النَّخعيُّ الكوفيُّ (قَالَ: حَدَّثَنِي) بالإفراد (سَعِيدُ بْنُ جُبَيْرٍ، عَنِ ابْنِ عَبَّاسٍ) ولابن عساكر: «أُراه» -بضمِّ الهمزة- أي: أظنُّه «عن ابن عبَّاسٍ» (،


(١) «»: مثبتٌ من (د).
(٢) «قال»: ليس في (د).
(٣) «﴿وَعَدَهَا إِيَّاهُ﴾»: ليس في (د).

<<  <  ج: ص:  >  >>