للمساهمة في دعم المكتبة الشاملة

فصول الكتاب

<<  <  ج: ص:  >  >>
رقم الحديث:

استاك (فَصَلَّى إِحْدَى عَشْرَةَ رَكْعَةً) وهي أكثر الوتر عند الشَّافعيَّة، كما مرَّ في موضعه بمباحثه [خ¦٩٩٤] (ثُمَّ أَذَّنَ بِلَالٌ) للصُّبح (فَصَلَّى) النَّبيُّ (رَكْعَتَيْنِ) سنَّة الصُّبح في بيته (ثُمَّ خَرَجَ) إلى المسجد (فَصَلَّى الصُّبْحَ) زاد في نسخةٍ: «بالنَّاس».

(١٨) هذا (بابٌ) بالتَّنوين في قوله تعالى: (﴿الَّذِينَ يَذْكُرُونَ اللّهَ﴾) في موضع جرٍّ نعتٌ لـ ﴿أَوْلَى﴾ أو خبر مبتدأ محذوفٍ، أي: هم الذين يذكرون الله حال كونهم (﴿قِيَامًا وَقُعُودًا وَعَلَىَ جُنُوبِهِمْ﴾) أي: يداومون على الذِّكر بألسنتهم وقلوبهم؛ لأنَّ الشَّخص لا يخلو عن هذه الأحوال، وقيل: يصلُّون على الهيئات الثَّلاث حسب طاقتهم؛ لحديث عمران بن حُصَينٍ المرويِّ في «البخاريِّ» [خ¦١١١٧] و «التِّرمذيِّ» وغيرهما: «صلِّ قائمًا، فإن لم تستطع فقاعدًا، فإن لم تستطع فعلى جنبٍ» قال في «الأنوار»: وهو حجَّةٌ للشَّافعيِّ في أنَّ المريض يصلِّي مضطجعًا على جنبه الأيمن، مستقبلًا بمقاديم بدنه، وقيل: الأوَّلان في الصَّلاة، والثَّالثة عند النَّوم، وقيل: إنَّه القيام بأوامره، والقعود عن زواجره، والاجتناب عن مخالفته (﴿وَيَتَفَكَّرُونَ فِي خَلْقِ السَّمَاوَاتِ وَالأَرْضِ﴾ [آل عمران: ١٩١]) الفكر: هو إعمال الخاطر في الشَّيء وتردُّد القلب فيه، وهو قوَّةٌ مُطرِقةٌ للعلم إلى المعلوم، والتَّفكُّر: جريان تلك القوَّة بحسب نظر العقل، ولا يمكن التَّفكُّر إلَّا فيما له صورةٌ في القلب؛ ولذا قيل: تفكَّروا في آلاء الله ولا تتفكَّروا (١) في الله؛ إذ كان الله منزهًا عن أن يوصف بصورةٍ؛ ولذا أخبر تعالى عن هؤلاء بأنَّهم تفكَّروا (٢) في خلق السَّموات والأرض، وما أبدع فيهما من عجائب المصنوعات وغرائب المبدعات؛ ليدلَّهم ذلك على كمال قدرته، ودلائل التَّوحيد منحصرةٌ في الآفاق والأنفس، ودلائل الآفاق أعظم؛ قال الله تعالى: ﴿لَخَلْقُ السَّمَاوَاتِ وَالْأَرْضِ أَكْبَرُ مِنْ خَلْقِ النَّاسِ وَلَكِنَّ أَكْثَرَ النَّاسِ﴾ [غافر: ٥٧] فلذا أمر بالفكر في خلق السَّموات والأرض، لأنَّ دلائلهما (٣) أعظم، فإنَّه إذا فكَّر


(١) في (ج) و (ل): «تفكَّروا».
(٢) في (د): «يتفكَّرون».
(٣) في (د): «دلالتهما».

<<  <  ج: ص:  >  >>