بحمدكَ فيه. وقال في «شرح المشكاة»: أي: وبحمدكَ سبحانك، ومعناه: بتوفيقكَ لي وهدايتِكَ وفضلكِ عليَّ سبَّحْتُكَ، لا بحولِي وقوَّتي، ففيهِ شكرُ اللهِ تعالى على هذه النِّعمة والاعترافُ بها، والتَّفويضُ إلى الله تعالى وأنَّ كلَّ الأفعال له (اللَّهُمَّ اغْفِرْ لِي) زاد في «الصلاة»: «يتأوَّل القرآنَ»[خ¦٨١٧] أي: يفعلُ ما أمرَ به فيه، أي: في قوله: ﴿فَسَبِّحْ بِحَمْدِ رَبِّكَ وَاسْتَغْفِرْهُ إ﴾ [النصر: ٣] قال في «فتح الباري»: ووجهُ دخولِ هذا الحديث هنا ما سيأتي في التَّفسير بلفظ: «ما صلَّى النَّبيُّ ﷺ صلاةً بعد ما أنزلت عليه: ﴿إِذَا جَاء نَصْرُ اللهِ وَالْفَتْحُ﴾ [النصر: ١] إلَّا يقول فيها … » فذكر الحديث [خ¦٤٩٦٧].
٤٢٩٤ - وبه قال:(حَدَّثَنَا أَبُو النُّعْمَانِ) محمد بنُ الفضلِ السَّدُوسِيُّ قال: (حَدَّثَنَا أَبُو عَوَانَةَ) الوضَّاحُ اليشكُرِيُّ (عَنْ أَبِي بِشْرٍ) بكسر الموحدة وسكون المعجمة، جعفرِ بنِ أبي وحشيَّةَ إِيَاس (عَنْ سَعِيدِ بْنِ جُبَيْرٍ، عَنِ ابْنِ عَبَّاسٍ ﵄) أنَّه (قَالَ: كَانَ عُمَرُ) بنُ الخطَّاب ﵁(يُدْخِلُنِي) عليه في مجلسهِ (مَعَ أَشْيَاخِ بَدْرٍ) الَّذين حضروا غزوتَهَا (فَقَالَ بَعْضُهُمْ) هو عبدُ الرَّحمن بنُ عوفٍ: (لِمَ تُدْخِلُ هَذَا الفَتَى) ابن عبَّاس (مَعَنَا وَلَنَا أَبْنَاءٌ مِثْلُهُ) في السِّنِّ فلم تدخلْهم؟ (فَقَالَ) عمرُ: (إِنَّهُ) أي: ابن عبَّاس (مِمَّنْ قَدْ عَلِمْتُمْ) ولعبدِ الرَّزَّاق: «إنَّ له لسانًا سؤولًا وقلبًا عقولًا»(قَالَ: فَدَعَاهُمْ) أي: الأشياخ (ذَاتَ يَوْمٍ، وَدَعَانِي مَعَهُمْ. قَالَ) ابن عبَّاس: (وَمَا رُئِيتُهُ) بضم الراء فهمزة مكسورة فتحتية ساكنة، ولأبي ذرٍّ عن الحَمُّويي والمُستملي «أُرِيْته» بهمزة مضمومة فراء مكسورة فتحتية ساكنة، أي: ظَنَنْتُه (دَعَانِي يَوْمَئِذٍ إِلَّا لِيُرِيَهُمْ مِنِّي) مثل ما رأى هو منِّي من العلمِ (فَقَالَ) لهم: (مَا تَقُولُونَ: ﴿إِذَا﴾) ولأبي ذرٍّ «في ﴿إِذَا﴾»