«الفتح»: لعلَّه أراد بهذا حمل الجناحين على المعنويِّ دون الحسِّيِّ، وهذا ثابتٌ في رواية النَّسفيِّ وحده، وسقط من «اليونينيَّة».
(١١)(ذِكْرُ العَبَّاسِ بْنِ عَبْدِ المُطَّلِبِ) وكنيته أبو الفضل، وكان أسنَّ من النَّبيِّ ﷺ بسنتين أو بثلاثٍ، وكان جميلًا وسيمًا أبيضَ له ضفيرتان معتدلًا، وقيل: طوالًا، وكان فيما رواه ابن أبي حاتمٍ مرفوعًا:«أجود قريش كفًّا، وأوصلها رحمًا» وزاد أبو عمر: وكان ذا رأيٍ حسنٍ ودعوةٍ مرجوَّةٍ، وقد قيل: إنَّه أسلم قديمًا وكان يكتم إسلامه وأظهره يوم الفتح، وتُوفِّي في خلافة عثمان قبل مقتله بسنتين بالمدينة يوم الجمعة لاثنتي عشرة خلت من رجبٍ، أو من رمضان، سنة اثنتين وثلاثين، وهو ابن ثمانٍ وثمانين سنةً، وصلَّى عليه عثمان، ودُفن بالبقيع (﵁).
٣٧١٠ - وبه قال:(حَدَّثَنَا الحَسَنُ بْنُ مُحَمَّدٍ) أي: ابن الصَّبَّاح الزَّعفرانيُّ قال: (حَدَّثَنَا مُحَمَّدُ بْنُ عَبْدِ اللهِ الأَنْصَارِيُّ) قال: (حَدَّثَنِي) بالإفراد (أَبِي عَبْدُ اللهِ بْنُ المُثَنَّى) برفع «عبدُ الله» عطف بيانٍ على «أبي» المرفوع (عَنْ) عمِّه (ثُمَامَةَ بْنِ عَبْدِ اللهِ بْنِ أَنَسٍ) بالمُثلَّثة المضمومة وتخفيف الميم (عَنْ أَنَسٍ ﵁ أَنَّ عُمَرَ بْنَ الخَطَّابِ)﵁(كَانَ إِذَا قَحِطُوا) بفتح القاف وكسر المُهمَلة: أصابهم القحط (اسْتَسْقَى) متوسِّلًا (بِالعَبَّاسِ بْنِ عَبْدِ المُطَّلِبِ) للرَّحم التي بينه وبين النَّبيِّ ﷺ، فأراد عمر أن يصلها بمراعاة حقِّه إلى من أمر بصلة الأرحام؛ ليكون ذلك وسيلةً إلى رحمة الله تعالى