للمساهمة في دعم المكتبة الشاملة

فصول الكتاب

<<  <  ج: ص:  >  >>
رقم الحديث:

بذلك إلى الرَّد على ما جاء عن أمِّ عطيَّة عند ابنَي خُزيمة وحبَّان والبزَّار في قصَّة المبايعة: فمدَّ يدَه من خارجِ البيتِ، ومددنَا أيدينَا من داخلِ البيتِ، ثمَّ قال: «اللَّهمَّ اشهَدْ» (١) فإنَّ فيهِ إشعارًا بأنهنَّ كنَّ يبايعنَه بأيديهنَّ، وأُجيب بأنَّ مدَّ اليد لا يستلزمُ المصافَحة، فلعلَّه إشارة إلى وقوعِ المُبايعة، وكذا قوله في البابِ اللَّاحق: فقبضتِ امرأةٌ منَّا يدهَا (٢) [خ¦٤٨٩٢]. لا دَلالةَ فيه أيضًا على المُصافحة، فيُحتمل أن يكون المرادُ بقبضِ اليد التَّأخر عن القبولِ، نعم، يُحتمل أنهنَّ كنَّ يأخذْنَ بيدهِ الكريمةِ مع وجودِ حائلٍ، ويشهدُ له ما رواهُ أبو داود في «مراسيله» عن الشَّعبيِّ: أنَّه حين بايعَ النِّساء أتى ببردٍ قِطْري فوضعَه على يدهِ وقال: «لَا أصافحُ النِّساء».

وهذا الحديثُ ذكره أيضًا في «الطَّلاق» [خ¦٥٢٨٨].

(تَابَعَهُ) أي: تابع ابنَ أخي ابن شهابٍ (يُونُسُ) بنُ يزيد الأيليُّ، فيما وصلهُ المؤلِّف في الطَّلاق [خ¦٥٢٨٨] (وَمَعْمَرٌ) هو ابنُ راشدٍ، فيما وصلَه أيضًا في «الأحكامِ» [خ¦٧٢١٤] (وَعَبْدُ الرَّحْمَنِ بْنُ إِسْحَاقَ) القُرشيُّ، فيما وصلَه ابنُ مَرْدويه في «تفسيره» ثلاثتهم: (عَنِ الزُّهْرِيِّ) محمَّدِ بنِ مسلم ابنِ شهابٍ (وَقَالَ إِسْحَاقُ بْنُ رَاشِدٍ) الجَزَريُّ الحرَّانيُّ، فيما وصلَه الذُّهلي في «الزُّهريَّات»: (عَنِ الزُّهْرِيِّ، عَنْ عُرْوَةَ) بنِ الزُّبير (وَعَمْرَةَ) بنت عبدِ الرَّحمن، فجمعَ بينهما.

(٣) هذا (بابٌ) بالتَّنوين، أي: في قولهِ تعالى: (﴿إِذَا جَاءكَ الْمُؤْمِنَاتُ﴾) يوم الفتح (﴿يُبَايِعْنَكَ﴾ [الممتحنة: ١٢]) سقط «باب» لغير أبي ذرٍّ.


(١) في (د): «فاشهد».
(٢) في (د): «يده».

<<  <  ج: ص:  >  >>