للمساهمة في دعم المكتبة الشاملة

فصول الكتاب

<<  <  ج: ص:  >  >>
رقم الحديث:

قَالَ عُمَرُ) بنُ الخطَّاب () بعد أن طعنَه أبو لؤلؤةَ العِلْج الطَّعنة التي ماتَ منها (١): (أُوصِي) أنَا (الخَلِيفَةَ) من بعدِي (بِالمُهَاجِرِينَ الأَوَّلِينَ) الَّذين هاجَروا قبل بيعةِ الرِّضوان، أو الَّذين صلُّوا إلى القِبلتين، أو الَّذين شهِدوا بدرًا (أَنْ يَعْرِفَ لَهُمْ حَقَّهُمْ) بفتح همزة «أَن» (وَأُوصِي الخَلِيفَةَ) أيضًا (بِالأَنْصَارِ الَّذِينَ تَبَوَّؤُوْا الدَّارَ وَالإِيمَانَ) صفةً لـ «الأنصارِ»، وضُمِّن «تبوَّؤوا» معنى: لزمُوا، فيصحُّ عطف «الإيمان» عليه، إذ (٢) الإيمان لا يتبوَّأ، أو هو نصب بمقدَّر، أي: واعتقدوا، أو تُجِوِّزَ في الإيمان، فجعلَ لاختلاطهِ بهم وثباتِهم عليه كالمكانِ المحيط بهم وكأنَّهم نزلوه، وحينئذٍ فيكون فيه الجَمع بين الحقيقةِ والمجازِ في كلمةٍ واحدةٍ وفيه خلافٌ، أو سمَّى المدينة -لأنَّها دار الهجرة ومكان ظهورِ الإيمانِ- بالإيمانِ، أو نصب على المفعول معه، أي: مع الإيمان معًا (٣) (مِنْ قَبْلِ أَنْ يُهَاجِرَ النَّبِيُّ ) إليهم بسنتين (أَنْ يَقْبَلَ مِنْ مُحْسِنِهِمْ، وَيَعْفُوَ عَنْ مُسِيئِهِمْ) ما دونَ الحدودِ وحقوقِ العباد.

(٦) هذا (بابٌ) بالتَّنوين: (قَوْلُهُ) تعالى: (﴿وَيُؤْثِرُونَ عَلَى أَنفُسِهِمْ﴾ الآيَةَ) وسقط «باب» لغير أبي ذرٍّ (الخَصَاصَةُ) في قولهِ تعالى: ﴿وَلَوْ كَانَ بِهِمْ خَصَاصَةٌ﴾ [الحشر: ٩] (الفَاقَةُ) ولأبي ذرٍّ: «فاقة» وقيل: حاجةٌ إلى ما يؤثرونَ به (﴿الْمُفْلِحُونَ﴾ [الحشر: ٩]) هم (الفَائِزُونَ بِالخُلُودِ) قالهُ الفرَّاء.

(الفَلَاحُ) ولأبي ذرٍّ: «والفَلاحُ» (البَقَاءُ) قال لبيدٌ:

نَحُلُّ (٤) بِلادًا كُلَّها حُلَّ قَبْلَنا … ونَرْجُو فَلاحًا بعْدَ عَادٍ وحِمْيَر


(١) في (د): «فيها».
(٢) في (ج) و (د) و (ص) و (ل) و (م): «و».
(٣) «معًا»: ليس في (س).
(٤) في (م): «تحل».

<<  <  ج: ص:  >  >>