للمساهمة في دعم المكتبة الشاملة

فصول الكتاب

<<  <  ج: ص:  >  >>
رقم الحديث:

حديث سعد بن أبي وقَّاصٍ السَّابق في الباب قبلهُ [خ¦٦٣٧٠] «الهرم» الَّذي في هذا الحديث المفسَّر بالشَّيخوخة (١) وضَعْفِ (٢) القوَّة والعقل والفهم، وتناقص الأحوال من الخرف (٣) وضعفِ الفكر.

قال في «شرح المشكاة»: المطلوبُ -عند المحقِّقين- من العمر التَّفكُّر في آلاءِ الله ونَعْمائه تعالى مِنْ خَلْقِ الموجودات، فيقوموا بواجب (٤) الشُّكر بالقلبِ والجوارحِ، والخرفُ الفاقدُ لهما فهو كالشَّيء الرَّديء الَّذي لا يُنتفع به، فينبغي أن يُستعاذ منه (٥).

(٤٣) (باب الدُّعَاءِ بِرَفْعِ الوَبَاءِ) بفتح الواو والموحدة والمدِّ، مرضٌ عامٌّ ينشأُ عن فسادِ الهواء، وقد يسمَّى طاعونًا بطريق المجاز (وَ) برفع (الوَجَعِ) الشَّامل لكلِّ مرضٍ، وهو من عطفِ العامِّ على الخاصِّ.

٦٣٧٢ - وبه قال: (حَدَّثَنَا مُحَمَّدُ بْنُ يُوسُفَ) بن واقدٍ الفريابيُّ قال: (حَدَّثَنَا سُفْيَانُ) الثَّوريُّ (عَنْ هِشَامِ بْنِ عُرْوَةَ، عَنْ أَبِيهِ، عَنْ عَائِشَةَ ) أنَّها (قَالَتْ: قَالَ النَّبِيُّ : اللَّهُمَّ حَبِّبْ إِلَيْنَا المَدِينَةَ) طَيبة، وسبب ذلك أنَّه لَمَّا قدم المدينة كانت أوبأ أرضِ الله، ووُعك أبو بكرٍ وبلالٌ ، قالتْ عائشة: دخلتُ عليهما، فقلت: يا أبتِ كيف تجدُك، ويا بلالُ كيف تجدُك؟ وكان أبو بكرٍ إذا أخذتْهُ الحمَّى يقول:

كُلُّ امْرِئٍ مُصَبَّحٌ فِي أَهْلِهِ … وَالمَوْتُ أَدْنَى مِن شِرَاكِ نَعْلِهِ

وكان بلال إذا أقلعَ عنه الحمَّى يرفع عقيرتَهُ، فيقول:


(١) في (ص) و (ع) زيادة: «والهرم».
(٢) في (د): «ضعف».
(٣) في (د): «الحزن».
(٤) في (ص) و (ع) و (د): «فيقيموا بمواجب». والمثبت موافق للعمدة وشرح المشكاة.
(٥) هكذا العبارة في «الكاشف عن حقائق السنة» للطيبي (٣/ ١٠٥٨).

<<  <  ج: ص:  >  >>