للمساهمة في دعم المكتبة الشاملة

فصول الكتاب

<<  <  ج: ص:  >  >>
رقم الحديث:

(قَالَ: ثُمَّ (١) أَنْ تُزَانِيَ (٢) بِحَلِيلَةِ جَارِكَ) بالحاء المهملة، أي: بزوجته، قال : «ما زال جبريل يوصيني بالجار حتَّى ظننت أنَّه سيوِّرثه» [خ¦٦٠١٥]، فالزِّنى بزوجة الجار زنى وإبطال حقِّ الجار مع الخيانة فهو أقبح، والغرض من الحديث هنا: الإشارة إلى أنَّ (٣) من زعم أنَّه يخلق فعل نفسه يكون كمن جعل لله ندًّا، وقد ورد فيه الوعيد الشَّديد فيكون اعتقاده حرامًا، قاله في «فتح الباري».

وأخرج الحديث في «باب إثم الزُّناة» من «الحدود» [خ¦٦٨١١] (٤).

(٤١) (باب قَوْلِ اللهِ تَعَالَى: ﴿وَمَا كُنتُمْ تَسْتَتِرُونَ أَنْ يَشْهَدَ عَلَيْكُمْ سَمْعُكُمْ وَلَا أَبْصَارُكُمْ وَلَا جُلُودُكُمْ﴾) أي: أنَّكم كنتم تستترون بالحيطان والحجب عند ارتكاب الفواحش، وما كان استتاركم ذلك خيفة أن تشهد عليكم جوارحكم؛ لأنَّكم كنتم غير عالمين بشهادتها عليكم، بل كنتم جاحدين البعث والجزاء أصلًا (﴿وَلَكِن ظَنَنتُمْ أَنَّ اللهَ لَا يَعْلَمُ كَثِيرًا مِّمَّا تَعْمَلُونَ﴾ [فصلت: ٢٢]) ولكنَّكم إنَّما استترتم لظنِّكم أنَّ الله لا يعلم كثيرًا ممَّا (٥) تعملون، وهو الخفيَّات من أعمالكم، وسقط لأبي ذرٍّ قوله «﴿وَلَا أَبْصَارُكُمْ﴾ … » إلى آخر الآية، وقال بعد قوله: ﴿سَمْعُكُمْ﴾: «الآية».


(١) «ثمَّ»: سقط من (ع).
(٢) في (د): «تزني».
(٣) «أنَّ»: ليس في (د).
(٤) زيد في (ع): «والله الموفِّق».
(٥) زيد في (ص) و (ع): «كنتم».

<<  <  ج: ص:  >  >>