للمساهمة في دعم المكتبة الشاملة

فصول الكتاب

<<  <  ج: ص:  >  >>
رقم الحديث:

ليس (١) من هذا العلم في عيرٍ ولا نفيرٍ، ولا يعرفُ قبيلًا من دَبير، وقال ابنُ فَوْرَك: يحتملُ أن يكونَ المراد إصبع بعض مخلوقاته، وسيكون لنا عودةٌ إلى الإلمامِ بشيءٍ من مبحث هذا الحديث إن شاء الله تعالى بعونه وتوفيقه (٢).

وهذا الحديث أخرجه أيضًا في «التَّوحيد» [خ¦٧٤١٤]، ومسلم في «التَّوبة» (٣)، والتِّرمذيُّ، والنَّسائيُّ في «التَّفسير».

(٣) (باب قَوْلِهِ) تعالى: (﴿وَالْأَرْضُ جَمِيعًا قَبْضَتُهُ يَوْمَ الْقِيَامَةِ﴾) القَبضَةُ: بفتح القاف، المرَّة من القبضِ، أطلقتْ بمعنى القُبضة بالضَّم؛ وهي المقدارُ المقبوضُ بالكفِّ، تسميةً بالمصدرِ، أو بتقدير: ذات قبضة (٤) (﴿وَالسَّماوَاتُ مَطْوِيَّاتٌ بِيَمِينِهِ﴾) قال ابنُ عطيَّة: اليمينُ هنا والقبضةُ عبارة عن القدرةِ، وما اختلجَ في الصُّدورِ من غير ذلك باطلٌ، وما ذهبَ إليه القاضِي -يعني: أبا الطَّيب- من أنَّها صفاتٌ زائدةٌ على صفاتِ الذَّاتِ قولٌ ضعيفٌ، وبحسب ما يختلج في النُّفوس، قال ﷿: (﴿سُبْحَانَهُ وَتَعَالَى عَمَّا يُشْرِكُونَ﴾ [الزمر: ٦٧]) أي: هو منزَّهٌ عن جميعِ ما وصفَ (٥) به المجسِّمون (٦) المشبِّهون، وتأكيد الأرض بالجميع؛ لأنَّ المرادَ بها الأرضون السَّبع، أو جميعُ أبعَاضِها الباديةِ والغائرةِ، وخصَّ ذلك بيوم القيامةِ؛ ليدلَّ على أنَّه كما ظهرَ كمال قدرتهِ في الإيجادِ عند عمارةِ الدُّنيا؛ يظهر كمال قدرتهِ في الإعدامِ عند


(١) في (م): «تأويل كثير».
(٢) قوله: «وسيكون … وتوفيقه»: ليس في (د).
(٣) في (د) و (م): «التوحيد».
(٤) في (س): «قبضته».
(٥) في (م) و (ب): «وصفه».
(٦) في (م) و (د): «المنجمون»، وكتب على هامش (م): في نسخة: «المجسمون».

<<  <  ج: ص:  >  >>