يَا رَسُولَ اللهِ خُيِّرَ) بضمِّ الخاء المُعجَمة مبنيًّا للمفعول (دُورُ الأَنْصَارِ) برفع «دور» نائبًا عن الفاعل، أي: فُضِّل بعض قبائلها على بعضٍ (فَجُعِلْنَا) بضمِّ الجيم مبنيًّا للمفعول مع سكون اللَّام (آخِرًا) في الذِّكر (فَقَالَ)﵊: (أَوَ لَيْسَ) بفتح الواو (بِحَسْبِكُمْ) بمُوحَّدةٍ قبل الحاء وسكون السِّين، أي: أَوَليس بكافيكم (أَنْ تَكُونُوا مِنَ الخِيَارِ؟) جمع خيرٍ الذي هو (١) بمعنى «أفعل» التَّفضيل، وهو تفضيلهم على سائر القبائل.
وهذا الحديث قد مرَّ في:«باب خَرْص التَّمر»[خ¦١٤٨١] من «كتاب الزَّكاة».
(٨)(بابُ قَوْلِ النَّبِيِّ ﷺ) مخاطبًا (لِلأَنْصَارِ: اصْبِرُوا حَتَّى تَلْقَوْنِي عَلَى الحَوْضِ، قَالَهُ عَبْدُ اللهِ بْنُ زَيْدٍ) أي: ابن عاصمٍ المازنيُّ (عَنِ النَّبِيِّ ﷺ) فيما وصله المؤلِّف تامًّا في «غزوة حُنَينٍ»[خ¦٤٣٣٠].
٣٧٩٢ - وبه قال:(حَدَّثَنَا مُحَمَّدُ بْنُ بَشَّارٍ) بندارٌ العبديُّ قال: (حَدَّثَنَا غُنْدَرٌ) محمَّد بن جعفرٍ قال: (حَدَّثَنَا شُعْبَةُ) بن الحجَّاج (قَالَ: سَمِعْتُ قَتَادَةَ) بن دعامة (عَنْ أَنَسِ بْنِ مَالِكٍ، عَنْ أُسَيْدِ بْنِ حُضَيْرٍ) بضمِّ الهمزة وفتح السِّين المُهمَلة في الأوَّل، وضمِّ الحاء المُهمَلة وفتح الضَّاد المُعجَمة في الثَّاني، مُصغَّرين (﵁: أَنَّ رَجُلًا مِنَ الأَنْصَارِ) قيل: هو أُسَيدٌ الرَّاوي (قَالَ: يَا رَسُولَ اللهِ أَلَا تَسْتَعْمِلُنِي) أي: ألا تجعلني عاملًا على الصَّدقة، أو على بلدٍ (كَمَا اسْتَعْمَلْتَ فُلَانًا؟) قيل: هو عمرو بن العاص؛ كذا ذكره في المقدِّمة في السَّائل والمستعمل، وقال في الشَّرح: لا أدري الآن من أين نقلته؟ (قَالَ)﵊: (سَتَلْقَوْنَ بَعْدِي أُثْرَةً) بضمِّ الهمزة وسكون المُثلَّثة، ولأبي ذرٍّ عن الكُشْميهَنيِّ:«أَثَرةً» بفتحهما، أي: من يستأثر عليكم بأمور الدُّنيا ويفضل