للمساهمة في دعم المكتبة الشاملة

فصول الكتاب

<<  <  ج: ص:  >  >>
رقم الحديث:

بَدْرًا وَسَهْمَهُ) فقد حصل له المقصودُ الأُخرويُّ والدُّنيويُّ (وَأَمَّا تَغَيُّبُهُ عَنْ بَيْعَةِ الرُّضْوَانِ، فَلَو كَانَ أَحَدٌ أَعَزَّ بِبَطْنِ مَكَّةَ مِنْ عُثْمَانَ لَبَعَثَهُ) (مَكَانَهُ) أي: مكَان عثمان (فَبَعَثَ رَسُولُ اللهِ عُثْمَانَ) إلى أهل مكَّة؛ ليُعلِمَ قُريشًا أنَّه إنَّما جاء معتمرًا لا مُحارِبًا (وَكَانَتْ بَيْعَةُ الرُّضْوَانِ بَعْدَ مَا ذَهَبَ عُثْمَانُ إِلَى مَكَّةَ) فشاع في غَيبةِ عثمان أنَّ المشركين تعرَّضوا لحرب المسلمين، فاستعدَّ المسلمون للقتال، وبايعَهُم النَّبيُّ حينئذٍ تحت الشجرة ألَّا يفِرُّوا (فَقَالَ رَسُولُ اللهِ بِيَدِهِ اليُمْنَى) أي: مشيرًا بها: (هَذِهِ يَدُ عُثْمَانَ) أي: بدلُها (فَضَرَبَ بِهَا عَلَى يَدِهِ) اليسرى (فَقَالَ هَذِهِ) البيعةُ (لِعُثْمَانَ) أي: عنه، ولا ريبَ أنَّ يَده لعثمان خيرٌ مِن يدِهِ لنفسِه (فَقَالَ لَهُ) أي: للرجل (ابْنُ عُمَرَ: اذْهَبْ بِهَا) أي: بالأجوبة التي أجبتُك (١) بها (الآنَ مَعَكَ) حتى يزول عنك ما كنتَ تعتقِدُه من عيب عثمان.

٣٦٩٩ - وبه قال: (حَدَّثَنَا مُسَدَّدٌ) هو ابنُ مُسرهَدٍ قال: (حَدَّثَنَا يَحْيَى) بنُ سعيدٍ (عَنْ سَعِيدٍ، عَنْ قَتَادَةَ) بن دِعامَة (أَنَّ أَنَسًا حَدَّثَهُمْ قَالَ: صَعِدَ النَّبِيُّ ) بكسر العين (أُحُدًا) الجبلَ المشهور (وَمَعَهُ أَبُو بَكْرٍ وَعُمَرُ وَعُثْمَانُ، فَرَجَفَ) أي: اضطربَ الجبلُ بهم، ولأبي ذرٍّ عن الحَمُّويي والمُستملي: «فرجفتْ» أي: الصخرةُ كما في حديث أبي هريرة عند مسلمٍ بلفظ: «كان رسول الله على حراء هو وأبو بكرٍ وعمر وعثمان وعلي وطلحة والزُّبير فتحرَّكتِ الصَّخرة» (وَقَالَ) للجبل، ولأبي ذَرٍّ: «فقال»: (اسْكُنْ أُحُدُ) بالبناءِ على الضَّمِّ منادى مفرد حُذِفَ منه الأداةُ، قال أنسٌ: (أَظُنُّهُ ضَرَبَهُ بِرِجْلِهِ) الشَّريفةِ (فَلَيْسَ عَلَيْكَ إِلَّا نَبِيٌّ وَصِدِّيقٌ) أبو بكرٍ (وَشَهِيدَانِ) عمرُ وعثمانُ، ورواية حِراءَ تدلُّ على التَّعدد.

وقع في حديث (٢) أبي ذرٍّ تقديمُ حديث أنسٍ هذا على سابقه.


(١) في (ص): «جئتك».
(٢) أي: رواية.

<<  <  ج: ص:  >  >>