للمساهمة في دعم المكتبة الشاملة

فصول الكتاب

<<  <  ج: ص:  >  >>
رقم الحديث:

ثمانون منها من هذه الأمَّة، وأربعون منها من سائر الأمم»؛ لأنَّه ليس في حديث الباب الجزم بأنَّهم نصف أهل الجنَّة فقط، وإنَّما هو رجاءٌ رجاه لأمَّته، ثمَّ أعلمه الله تعالى بعد ذلك أنَّ أمَّته ثلثا أهل الجنَّة (فَكَبَّرْنَا) سرورًا بما أنعم به الله تعالى، وتكريرًا لإعطاء «رُبُعًا» ثم «نصفًا» لأنَّه أوقع في النَّفس وأبلغ في الإكرام، مع الحمل لهم على تجديد الشُّكر (فَقَالَ) : (مَا أَنْتُمْ فِي النَّاسِ) في المحشر (إِلَّا كَالشَّعَرَةِ السَّوْدَاءِ) بفتح العين (فِي جِلْدِ ثَوْرٍ أَبْيَضَ) سقط لابن عساكر لفظ «جلد» (أَو كَشَعَرَةٍ بَيْضَاءَ فِي جِلْدِ ثَوْرٍ أَسْوَدَ) و «أو» للتَّنويع، أو شكٌّ من الرَّاوي. وهذا في المحشر -كما مرَّ- وأمَّا في الجنَّة، فهم نصف النَّاس هناك، أو ثلثاهم كما مرَّ. ومطابقة الحديث للتَّرجمة في قوله: «فإنَّ منكم رجلٌ، ومن يأجوج ومأجوج ألفٌ» إذ فيه الإشارة إلى كثرتهم، وأنَّ هذه الأمَّة بالنِّسبة إليهم نحو عُشْر عُشْر العشر.

وهذا الحديث أخرجه أيضًا في «التَّفسير» [خ¦٤٧٤١] وتأتي بقيَّة مباحثه إن شاء الله تعالى في أواخر «الرِّقاق» [خ¦٦٥٣٠] بعون الله تعالى وقوَّته (١).

(٨) (باب قَوْلِ اللهِ تَعَالَى: ﴿وَاتَّخَذَ اللّهُ إِبْرَاهِيمَ خَلِيلاً﴾ [النساء: ١٢٥]) الخليل مشتقٌّ من الخَلَّة -بالفتح- وهي الحاجة، سُمِّيت خلَّةً، للاختلال الَّذي يلحق الإنسان فيها، وسُمِّي إبراهيم خليلًا (٢)، لأنَّه لم يجعل فقره وفاقته إلَّا إلى الله تعالى في كلِّ حالٍ، وهذا الفقر أشرف غنًى، بل أشرف فضيلةٍ يكتسبها الإنسان، ولهذا ورد: «اللَّهمَّ أغنني بالافتقار إليك، ولا


(١) «وقوَّته»: ليس في (د).
(٢) في (م): «خليل الله».

<<  <  ج: ص:  >  >>