للمساهمة في دعم المكتبة الشاملة

فصول الكتاب

<<  <  ج: ص:  >  >>
رقم الحديث:

يُدْرِيكِ) بكسر الكاف، أي: من أين علمتِ (أَنَّ اللهَ) ﷿ (أَكْرَمَهُ؟ قَالَتْ: قُلْتُ: لَا أَدْرِي) أفديك (بِأَبِي أَنْتَ وَأُمِّي يَا رَسُولَ اللهِ، فَمَنْ) يكرمه الله إذا لم يكن هو من المكرمين مع إيمانه وطاعته؟ (قَالَ) : (أَمَّا هُو فَقَدْ جَاءَهُ -وَاللهِ- اليَقِينُ) أي: الموت (وَاللهِ إِنِّي لأَرْجُو لَهُ الخَيْرَ، وَمَا أَدْرِي -وَاللهِ- وَأَنَا رَسُولُ اللهِ مَا يُفْعَلُ بِي) بضمِّ أوَّله وفتح ثالثه، وكان هذا قبل نزول: ﴿لِيَغْفِرَ لَكَ اللهُ مَا تَقَدَّمَ مِن ذَنبِكَ وَمَا تَأَخَّرَ﴾ [الفتح: ٢] والدَّليل القطعيُّ أنَّه خير البريَّة وأكرمهم، ولأبي ذرٍّ «ما يُفعَل به» أي: بعثمان، وبهذه الرِّواية يرتفع الإشكال المُجاب عنه، لكنَّ المحفوظ الرِّواية الأولى (قَالَتْ) أمُّ العلاء: (فَوَاللهِ لَا أُزَكِّي بَعْدَهُ) أي: بعد ابن مظعونٍ (أَحَدًا) كذا في الفرع، والذي في «اليونينيَّة» أصله «أحدًا بعده» بالتَّقديم والتَّأخير، وزاد في «الجنائز» [خ¦١٢٤٣] «أبدًا» (قَالَتْ: فَأَحْزَنَنِي ذَلِكَ) الذي وقع في شأن ابن مظعونٍ من عدم الجزم له بالخير (فَنِمْتُ فَأُرِيتُ) بتقديم الهمزة المضمومة على الرَّاء (لِعُثْمَانَ بْنِ مَظْعُونٍ) سقط «ابن مظعونٍ» لأبي ذرٍّ (عَيْنًا) من ماءٍ (تَجْرِي، فَجِئْتُ رَسُولَ اللهِ فَأَخْبَرْتُهُ) بما رأيته (فَقَالَ: ذَلِكِ) بكسر الكاف (عَمَلُهُ) الصَّالح الذي كان يعمله.

وسبق هذا الحديث في «باب الدُّخول على الميت» [خ¦١٢٤٣] من «كتاب الجنائز».

٣٩٣٠ - وبه قال: (حَدَّثَنَا) ولأبي ذرٍّ «حدَّثني» بالتَّوحيد (عُبَيْدُ اللهِ) بالتَّصغير (بْنُ سَعِيدٍ) بكسر العين، ابن يحيى، أبو قُدامة اليشكريُّ السَّرخسيُّ قال: (حَدَّثَنَا أَبُو أُسَامَةَ) حمَّاد بن أسامة (عَنْ هِشَامٍ، عَنْ أَبِيهِ) عروة بن الزُّبير بن العوَّام (عَنْ عَائِشَةَ ) أنَّها (قَالَتْ: كَانَ يَوْمُ بُعَاثٍ) بضمِّ المُوحَّدة وبالمُثلَّثة، مصروفٌ على أنَّه اسم قومٍ، ولأبي ذرٍّ: غير مصروفٍ -على أنَّه اسم بقعةٍ- للتَّأنيث والعلميَّة (يَوْمًا قَدَّمَهُ اللهُ ﷿ لِرَسُولِهِ ) أي: لأجله تمهيدًا له؛ لأنَّه كان به وقعةٌ بين الأوس والخزرج، وقُتِل فيه خلقٌ كثيرٌ من رؤسائهم (فَقَدِمَ رَسُولُ اللهِ المَدِينَةَ وَقَدِ افْتَرَقَ مَلَؤُهُمْ) أي: جماعتهم، ولأبي ذرٍّ «ملوهم» صورة الهمز واوٌ (وَقُتِلَتْ سَرَاتُهُمْ) بسينٍ مُهمَلةٍ مفتوحةٍ بغير واوٍ بعد الرَّاء، أي: أشرافهم (فِي) أي: لأجل (دُخُولِهِمْ) أي:

<<  <  ج: ص:  >  >>