للمساهمة في دعم المكتبة الشاملة

فصول الكتاب

<<  <  ج: ص:  >  >>
رقم الحديث:

يُقَصَّ) بضمِّ أوله وفتح آخره مبنيًّا للمفعول (عَلَيْنَا مِنْ أَمْرِهِمَا، قَالَ: وَكَانَ ابْنُ عَبَّاسٍ يَقْرَأُ: (وَكَانَ أَمَامَهُمْ مَلِكٌ يَأْخُذُ كُلَّ سَفِينَةٍ صَالِحَةٍ)) غير معيبة ((غَصْبًا، وَأَمَّا الغُلَامُ فَكَانَ كَافِرًا)) وقد سبق أنَّ «أمام» يُستعمل موضع «وراء»، فهي مفسِّرة للآية كما مرَّ، وقوله تعالى: ﴿وَأَمَّا الْغُلَامُ فَكَانَ أَبَوَاهُ مُؤْمِنَيْنِ﴾ [الكهف: ٨٠] فيه إشعارٌ بأنَّ الغلام كان كافرًا، كما في هذه القراءة، لكنَّها -كقراءة (أمامهم) و (صالحة) - مِنَ الشَّواذِّ المخالفة لمصحف عثمان، والله الموفِّق.

(٥) هذا (١) (بابٌ) بالتَّنوين، (قولُه) تعالى: (﴿قُلْ هَلْ نُنَبِّئُكُمْ بِالْأَخْسَرِينَ أَعْمَالًا﴾ [الكهف: ١٠٣]) زاد أبو ذر (٢): «الآيةَ» أي: هل نخبركم بالأخسرين، ثم فسَّرَهم بقوله: ﴿الَّذِينَ ضَلَّ سَعْيُهُمْ﴾ [الكهف: ١٠٤] أي: عملوا أعمالًا باطلة على غير شريعةٍ مَشروعة، وهم يحسبون أنَّهم يُحسِنون صُنعًا، أي: يعتقدون أنَّهم على (٣) هدًى فَضَلَّ سَعْيُهُم، و «أعمالًا» نصب على التمييز، وجمع لأنَّه من أسماء الفاعلين، أو لتنوع (٤) أعمالهم، فليسوا مشتركين في عمل واحد، وفي قوله تعالى: ﴿وَهُمْ يَحْسَبُونَ أَنَّهُمْ يُحْسِنُونَ﴾ [الكهف: ١٠٤] تجنيس التصحيف؛ وهو أن يكون النقط فرقًا بين الكلمتين، وقوله: ﴿هَلْ نُنَبِّئُكُمْ﴾ استفهامٌ تقريري، وفي قوله: ﴿بِالْأَخْسَرِينَ أَعْمَالًا﴾ [الكهف: ١٠٣] الاستعارة؛ استعار الخسران الذي هو حقيقة في ضد الربح لكون أعمالهم الصالحة نفدت (٥) أجورها، واستعار الضلال الذي هو حقيقة في التِّيه عن الطريق المستقيم لإسقاط أعمالهم وإذهابها، وفي قوله: ﴿قُلْ هَلْ نُنَبِّئُكُمْ﴾ الحذفُ، أي: قل هل نُنَبِّئُكُم بما يحلُّ بالأخسرين، وسقط لفظ «باب» لغير أبي ذر.


(١) «هذا»: مثبتٌ من (س).
(٢) «زاد أبو ذر»: سقط من (م).
(٣) زيد في (د) (م): «شيء».
(٤) في (د) و (م): «لتنويع».
(٥) زيد في (م): «عن»، وفي (د): «عن آخرها».

<<  <  ج: ص:  >  >>