للمساهمة في دعم المكتبة الشاملة

فصول الكتاب

<<  <  ج: ص:  >  >>
رقم الحديث:

العَاصِ) أنَّه (قَالَ: قَالَ لِي رَسُولُ اللهِ) ولأبي ذرٍّ: «النَّبيُّ» (: أَلَمْ أُنَبَّأْ) بضمِّ الهمزة وفتح النُّون وتشديد الموحَّدة (أَنَّكَ تَقُومُ اللَّيْلَ) كلَّه (وَتَصُومُ النَّهَارَ؟) ثبت لفظ «النَّهار» لأبي ذرٍّ عن الكُشْميهَنيِّ (فَقُلْتُ: نَعَمْ) سقط لفظ «نعم» لأبي ذرٍّ (فَقَالَ) : (فَإِنَّكَ إِذَا فَعَلْتَ ذَلِكَ هَجَمَتِ العَيْنُ) بفتح الهاء والجيم والميم، أي: غارت وضعف بصرها (وَنَفِهَتِ النَّفْسُ) بفتح النُّون وكسر الفاء، تعبت وكلَّت (صُمْ مِنْ كُلِّ شَهْرٍ ثَلَاثَةَ أَيَّامٍ) ثالث عشره وتالييه (فَذَلِكَ صَوْمُ الدَّهْرِ) لأنَّ الحسنة بعشر أمثالها (أَو كَصَوْمِ الدَّهْرِ) شكَّ الرَّاوي. قال عبد الله: (قُلْتُ: إِنِّي أَجِدُ بِي (١) -قَالَ مِسْعَرٌ: يَعْنِي: قُوَّةً-) على ذلك، ولأبي ذرٍّ عن الحَمُّويي والمُستملي: «أجدني» بالنُّون بدل الموحَّدة (قَالَ) : (فَصُمْ صَوْمَ دَاوُدَ ، كَانَ يَصُومُ يَوْمًا، وَيُفْطِرُ يَوْمًا) وهو أفضل (٢)، لما فيه من (٣) زيادة المشقَّة، وأفضل العبادات أشقُّها بخلاف صوم الدَّهر؛ فإنَّ الطَّبيعة تعتاده فيسهل عليها. وفي «اليونينيَّة»: «وكان يصوم» (٤) بإثبات الواو وأسقطها (٥) في الفرع (وَلَا يَفِرُّ إِذَا لَاقَى) العدوَّ، لأنَّه يستعين بيوم فطره على يوم صومه، فلا يضعفه ذلك عن لقاء عدوِّه.

(٣٨) هذا (بَابٌ) بالتَّنوين، وسقط لفظ «باب» للمُستملي والكُشْميهَنيِّ (أَحَبُّ الصَّلَاةِ إِلَى اللهِ صَلَاةُ دَاوُدَ، وَأَحَبُّ الصِّيَامِ إِلَى اللهِ) تعالى (صِيَامُ دَاوُدَ) «أحبُّ» بمعنى: المحبوب، وهو قليلٌ؛ إذ غالب «أفعل» التَّفضيل أن يكون بمعنى الفاعل، ومعنى المحبَّة هنا: إرادة الخير لفاعل ذلك (كَانَ يَنَامُ نِصْفَ اللَّيْلِ، وَيَقُومُ ثُلُثَهُ) في الوقت الَّذي ينادي فيه الرَّبُّ ﷿: هل


(١) في (د): «لي» وهو تحريفٌ.
(٢) «وهو أفضل»: ليس في (د).
(٣) «من»: ليس في (د).
(٤) زيد في (م): «يومًا ويفطر يومًا».
(٥) في (ص) و (م): «وإسقاطها».

<<  <  ج: ص:  >  >>