للمساهمة في دعم المكتبة الشاملة

فصول الكتاب

<<  <  ج: ص:  >  >>
رقم الحديث:

المشدَّدة (لِقَاءَ العَدُوِّ، وَسَلُوا (١) اللهَ العَافِيَةَ) من المكاره والبليَّات في الدُّنيا والآخرة، فإن قلت: لا ريب أنَّ تمنِّي الشَّهادة محبوبٌ، فكيف ينهى عن تمنِّي لقاء العدوِّ وهو يُفضي إلى المحبوب؟ أُجيب بأنَّ حصول الشَّهادة أخصُّ من اللِّقاء؛ لإمكان تحصيل الشَّهادة مع نصرة الإسلام ودوام عزِّه، واللِّقاء قد يُفضي إلى عكس ذلك، فنهى عن تمنِّيه، ولا ينافي ذلك تمنِّي الشَّهادة.

(٩) (بابُ مَا يَجُوزُ مِنَ اللَّوِّْ) بألفٍ ولامينِ وواوٍ ساكنةٍ مخفَّفةٍ في الفرع وأصله (٢) ويُروى بتشديدها، واستُشكِل بأنَّ «لو» حرفٌ، وأهل العربية لا يُجيزون دخول الألف واللام على الحروف، قاله القاضي عياضٌ، وأُجيب بأنَّ «لو» هنا مسمًّى بها، فهي اسمٌ زِيْدَ فيه واوٌ أخرى، ثم أُدغمت الأولى في الثَّانية على القاعدة المقرَّرة في بابها، فلا بِدْعَ إذًا في دخول علامات الأسماء عليها؛ إذ لم تدخل وهي حرفٌ، إنَّما دخلت وهي اسمٌ، وقال صاحب «النِّهاية»: الأصل «لو» ساكنة الواو، وهي حرفٌ من حروف المعاني يمتنع بها الشَّيء لامتناع غيره غالبًا، فلمَّا سُمِّيَ بها زِيْدَ فيها، فلمَّا أرادوا (٣) إعرابها أُتي فيها بالتعريف لتكون علامةً لذلك، ومن ثَمَّ شدَّد الواو، وقد سُمِع بالتشديد منوَّنًا، قال (٤):

أُلَامُ على لَوٍّ ولَو كُنْتُ عالمًا … بإدبار (٥) لوٍّ لمَ تَفُتني أوائلُه

وقال آخر:

لَيْتَ شِعْرِي وَأَيْنَ مِنِّي ليتُ … إنَّ ليتًا وإنَّ لوًّا عَناءُ

وقال الشَّيخ تقيُّ الدِّين السُّبكيُّ : «لو» إنَّما لا يدخلها الألف واللام إذا بقيت على


(١) في (ع): «واسألوا».
(٢) «وأصله»: ليس في (ع).
(٣) في (ص): «أراد».
(٤) «قال»: ليس في (ص).
(٥) في (ع): «بأذناب».

<<  <  ج: ص:  >  >>