وَحِرْزًا) بكسر الحاء المهملة وبعد الراء الساكنة زاي معجمة، أي: حصنًا (لِلأُمِّيِّينَ) وهم العربُ؛ لأنَّ أكثرهم لا يقرأُ ولا يكتبُ (أَنْتَ عَبْدِي وَرَسُولِي، سَمَّيْتُكَ المُتَوَكِّلَ) أي: على الله (لَيْسَ بِفَظٍّ) بالظاء المعجمة، أي: ليس بسيِّئ الخلقِ (وَلَا غَلِيظٍ) بالمعجمة أيضًا: ولا قاسِي القلبِ، ولا ينافي قوله: ﴿وَاغْلُظْ عَلَيْهِمْ﴾ [التوبة: ٧٣] إذ النَّفي محمولٌ على طبعهِ الَّذي جبلَ عليه، والأمرُ محمولٌ على المعالجةِ، وفيه التفاتٌ من الخطابِ إلى الغيبةِ، إذ لو جرى على الأوَّل لقالَ: لست بفظٍّ (وَلَا سَخَّابٍ) بالسين المهملة والخاء المعجمة المشددة، أي: لا صيَّاح (بِالأَسْوَاقِ) ويقال: صخَّاب -بالصاد- وهي أشهرُ من السين، بل ضعَّفها الخليلُ (وَلَا يَدْفَعُ السَّيِّئَةَ بِالسَّيِّئَةِ) كما قال الله تعالى له (١): ﴿ادْفَعْ بِالَّتِي هِيَ أَحْسَنُ﴾ [فصلت: ٣٤](وَلَكِنْ يَعْفُو وَيَصْفَحُ) ما لم تُنتهك حُرُمات الله (وَلَنْ يَقْبِضَهُ حَتَّى) ولغير أبي ذرٍّ: «ولن يقبضَهُ اللهُ حتَّى»(يُقِيمَ بِهِ المِلَّةَ العَوْجَاءَ) ملَّة الكفرِ، فينفي الشِّركَ ويثبِّت التَّوحيد (بِأَنْ يَقُولُوا: لَا إِلَهَ إِلَّا اللهُ، فَيَفْتَحَ بِهَا) بكلمةِ التَّوحيد (أَعْيُنًا عُمْيًا) عن الحقِّ، وفي رواية القابسيِّ:«أعينَ عمي» بالإضافة (وَآذَانًا صُمًّا) عن استماعِ الحقِّ (وَقُلُوبًا غُلْفًا) جمع: أغلف، أي: مغطًّى ومغشًّى.
وهذا الحديث سبق في أوائل «البيع»[خ¦٢١٢٥].
(٤) هذا (بابٌ) بالتَّنوين؛ أي في قولهِ تعالى:(﴿هُوَ الَّذِي أَنزَلَ السَّكِينَةَ﴾) الطُّمأنينة والثَّبات (﴿فِي قُلُوبِ الْمُؤْمِنِينَ﴾ [الفتح: ٤]) تحقيقًا للنُّصرةِ، والأكثرون على أنَّ هذه السَّكينةَ غير الَّتي في البقرةِ.
٤٨٣٩ - وبه قال:(حَدَّثَنَا عُبَيْدُ اللهِ بْنُ مُوسَى) بضم العين مصغَّرًا، ابن باذامَ العبسيُّ الكوفيُّ (عَنْ إِسْرَائِيلَ) بن يونسَ بنِ أبي إسحاقَ السبيعيِّ (عَنْ) جدِّه (أَبِي إِسْحَاقَ، عَنِ البَرَاءِ) بنِ عازبٍ (﵁)