للمساهمة في دعم المكتبة الشاملة

فصول الكتاب

<<  <  ج: ص:  >  >>
رقم الحديث:

(﴿مَّرْقَدِنَا﴾ [يس: ٥٢]) أي: (مَخْرَجِنَا) وقال ابنُ كثيرٍ: يعنونَ قبورهم الَّتي كانوا في الدُّنيا يعتقدون أنَّهم لا يبعثونَ منها، فلمَّا عاينوا ما كذبوهُ في محشرِهِم؛ ﴿قَالُوا يَا وَيْلَنَا مَن بَعَثَنَا مِن مَّرْقَدِنَا﴾ [يس: ٥٢]. انتهى. وقال ابنُ عبَّاسٍ وقتادة: إنَّما يقولون هذا لأنَّ الله يرفعُ عنهم العذابَ بين النَّفختين فيرقدونَ، فإذا بعثوا بعد النَّفخةِ الأخيرةِ وعاينُوا القيامة دعوا بالويلِ.

(﴿أحْصَيْنَاهُ﴾) في قولهِ: ﴿وَكُلَّ شَيْءٍ أحْصَيْنَاهُ فِي إِمَامٍ مُبِينٍ﴾ [يس: ١٢] أي: (حَفِظْنَاهُ) في اللَّوحِ المحفوظِ.

(﴿مَكَانَتِهِمْ﴾ وَمَكَانُهُمْ وَاحِدٌ) في المعنى، ومراده قوله تعالى: ﴿وَلَوْ نَشَاء لَمَسَخْنَاهُمْ عَلَى مَكَانَتِهِمْ﴾ [يس: ٦٧] والمعنى: لو نشاءُ جعلناهم قردةً وخنازيرَ في منازلهم، أو حجارةً وهم قعودٌ في منازلهِم لا أرواحَ لهم، وسقطَ لأبي ذرٍّ من قوله: «﴿أَن تُدْرِكَ الْقَمَرَ … ﴾» إلى آخر قوله: «واحدٌ» (١).

(١) هذا (بابٌ) بالتَّنوين في (قوله) تعالى: (﴿وَالشَّمْسُ تَجْرِي لِمُسْتَقَرٍّ لَّهَا﴾) الواو للعطف على ﴿اللَّيْلُ﴾ واللام في ﴿لِمُسْتَقَرٍّ﴾ بمعنى: إلى، والمراد بالمستقر إمَّا الزَّمانيُّ؛ وهو منتهى سيرها وسكون حركتها يوم القيامةِ حين تُكَوَّرُ وينتهي هذا العالمُ إلى غايتهِ، وإمَّا المكانيُّ؛ وهو ما (٢) تحت العرشِ ممَّا يلي الأرضَ من ذلك الجانبِ، وهي أينمَا كانت فهي تحتَ العرشِ كجميع المخلوقاتِ؛ لأنَّه سقفُها، وليس بِكُرَةٍ كما يزعمهُ كثيرٌ من أهل الهيئةِ، بل هو قبَّةٌ ذات قوائم تحملهُ الملائكةُ، أو المراد: غايةُ ارتفاعها في كبدِ السَّماء، فإنَّ حركتها إذ ذاك يوجدُ فيها إبطاءٌ بحيث يظنُّ أنَّ لها هناك وقفةً، والثَّاني: أنسبُ بالحديث المسوق في الباب (﴿ذَلِكَ﴾) إشارةً إلى جريِ الشَّمس على هذا التَّقديرِ أو إلى المستقرِّ (﴿تَقْدِيرُ الْعَزِيزِ﴾) الغالبِ بقدرته على كلِّ مقدورٍ (﴿الْعَلِيمِ﴾ [يس: ٣٨]) المحيط علمهُ بكلِّ معلومٍ، وسقطَ «باب» لغير أبي ذرٍّ، والآيةُ لأبي ذرٍّ ساقطة (٣).


(١) قوله: «وسقط لأبي ذر … واحد»: ليس في (د). وقوله: «لأبي ذرٍّ»؛ سقط من (ج).
(٢) «ما»: ليست في (م) و (ص).
(٣) قوله: «والآية لأبي ذر ساقطة»: ليست في (د).

<<  <  ج: ص:  >  >>