استمرارَ الجهاد والبعوث إلى بلاد الكفَّار، وأنَّهم (١) يسألون هل فيكم أحد من الصحابة؟ فيقولون: لا، وكذلك في التابعين وأتباعهم، وقد وقع ذلك فيما مضى، وانقطعت البعوث عن بلاد الكفَّار في هذه الأعصار، وقد ضبط أهلُ الحديث آخرَ مَن مات من الصحابة، وهو على الإطلاقِ أبو الطفيل عامرُ بن وَاثِلةَ الليثيُّ كما جزم به مسلمٌ في «صحيحه» وكان موتُه سنةَ مئةٍ أوسبعٍ ومئة، أو ستَّ عشرةَ ومئة، وهو مطابقٌ لقوله ﵊ قبل وفاته بشهرٍ:«على رأس مئةٍ لا يبقى على وجه الأرض ممَّن هو عليها اليوم أحدٌ».
وهذا الحديث قد سبق في «الجهاد» في «باب من استعان بالضعفاء والصالحين في الحرب»[خ¦٢٨٩٧].
٣٥٩٥ - وبه قال:(حَدَّثَنِي) بالإفراد، ولأبي ذرٍّ:«حدَّثنا»(مُحَمَّدُ بْنُ الحَكَمِ) بفتحتين، أبو عبد الله