للمساهمة في دعم المكتبة الشاملة

فصول الكتاب

<<  <  ج: ص:  >  >>
رقم الحديث:

٣٢٧٦ - وبه قال: (حَدَّثَنَا يَحْيَى ابْنُ بُكَيْرٍ) المخزوميُّ مولاهم المصريُّ -ونسبه لجدِّه لشهرته به (١)، واسم أبيه عبدُ الله- قال: (حَدَّثَنَا اللَّيْثُ) بن سعدٍ الإمام (عَنْ عُقَيْلٍ) بضمِّ العين مُصغَّرًا، ابن خالدٍ، الأيليِّ (عَنِ ابْنِ شِهَابٍ) محمَّد بن مسلمٍ الزُّهريِّ أنَّه (قَالَ: أَخْبَرَنِي) بالإفراد (عُرْوَةُ بنُ الزُبَيْرِ) وسقط «ابن الزُّبير» لغير أبي ذرٍّ (قَالَ أَبُو هُرَيْرَةَ : قَالَ رَسُولُ اللهِ : يَأْتِي الشَّيْطَانُ أَحَدَكُمْ) يوسوس في صدره (فَيَقُولُ: مَنْ خَلَقَ كَذَا؟ مَنْ خَلَقَ كَذَا؟) بالتَّكرار مرَّتين (حَتَّى يَقُولَ: مَنْ خَلَقَ رَبَّكَ؟ فَإِذَا بَلَغَهُ) أي: إذا بلغ قوله: «من خلق ربَّك؟» (فَلْيَسْتَعِذْ بِاللهِ) من وسوسته، بأن يقول: أعوذ بالله من الشَّيطان الرَّجيم، قال (٢) تعالى: ﴿وَإِمَّا يَنزَغَنَّكَ مِنَ الشَّيْطَانِ نَزْغٌ فَاسْتَعِذْ بِاللّهِ﴾ [الأعراف: ٢٠٠] (وَلْيَنْتَهِ) عن (٣) الاسترسال معه في ذلك، وليبادر إلى قطعه بالإعراض عنه فإنَّه تندفع الوسوسة عنه، لأنَّ الأمر الطَّارئ بغير أصلٍ يُدفَع بغير نظرٍ في دليلٍ؛ إذ لا أصل له يُنظَر فيه. قال الخطَّابيُّ: لو أذن في محاجَّته لكان الجواب سهلًا على كلِّ موحِّدٍ، ولكان الجواب مأخوذًا من فحوى كلامه، فإنَّ أوَّل كلامه يناقض آخره، لأنَّ جميع المخلوقات -من مَلَكٍ وإنسٍ وجنٍّ وحيوانٍ وجمادٍ- داخلٌ تحت اسم الخلق، ولو فتح هذا الباب الَّذي ذكره للزم منه أن يُقال: ومن خلق ذلك الشَّيء؟ ويمتدُّ القول في ذلك إلى ما لا يتناهى، والقول بما لا يتناهى فاسدٌ، فسقط السُّؤال من أصله.

وهذا الحديث أخرجه مسلم في «الإيمان»، وأبو داود في «السُّنَّة»، والنَّسائيُّ في «اليوم واللَّيلة».

٣٢٧٧ - وبه قال: (حَدَّثَنَا يَحْيَى ابْنُ بُكَيْرٍ) المخزوميُّ مولاهم المصريُّ قال: (حَدَّثَنَا اللَّيْثُ) بن سعدٍ (قَالَ حَدَّثَنِي) بالإفراد (عُقَيْلٌ) بضمِّ العين، ابن خالدٍ (عَنِ ابْنِ شِهَابٍ) محمَّد الزُّهريِّ


(١) «به»: ليس (ص) و (م).
(٢) زيد في غير (د) و (س): اسم الجلالة.
(٣) في (م): «من» وهو تحريفٌ.

<<  <  ج: ص:  >  >>