للمساهمة في دعم المكتبة الشاملة

فصول الكتاب

<<  <  ج: ص:  >  >>
رقم الحديث:

فإن قلت: ما وجه الرَّبط بين قوله: «غدوةٌ في سبيلِ الله أو روحةٌ» وبين قوله: «ولقابُ قوس أحدكم؟ … » إلى آخره، أُجيب بأنَّ المراد: أنَّ ثواب غدوةٍ (١) في سبيلِ الله خيرٌ من الدُّنيا وما فيها؛ لأنَّ ثوابها جنَّةٌ نصيفُ امرأةٍ منها خيرٌ من الدُّنيا وما فيها.

٦٥٦٩ - وبه قال: (حَدَّثَنَا أَبُو اليَمَانِ) الحكمُ بن نافع قال: (أَخْبَرَنَا شُعَيْبٌ) هو ابنُ أبي حمزة قال: (حَدَّثَنَا أَبُو الزِّنَادِ) عبد الله بنُ ذَكوان (عَنِ الأَعْرَجِ) عبد الرَّحمن بن هُرمز (عَنْ أَبِي هُرَيْرَةَ) ، أنَّه (قَالَ: قَالَ النَّبِيُّ (٢) : لَا يَدْخُلُ أَحَدٌ الجَنَّةَ إِلَّا أُرِيَ) بضم الهمزة وكسر الراء (مَقْعَدَهُ) بالنَّصب مفعول «أُرِي» (مِنَ النَّارِ، لَوْ أَسَاءَ) أي: لو عمل في الدُّنيا عملًا سيِّئًا بأن كفر (لِيَزْدَادَ شُكْرًا). واستُشكلَ بأنَّ الجنَّة ليست دار شكرٍ بل دار جزاءٍ. وأُجيب بأنَّ الشُّكر ليس على سبيلِ التَّكليف بل على سبيلِ التَّلذُّذ، أو (٣) المراد: ليزدادَ فرحًا ورضًا، فعبَّر عنه بلازمهِ؛ لأنَّ الرَّاضي بالشَّيء يشكرُ من فعل له ذلك.

(وَلَا يَدْخُلُ النَّارَ أَحَدٌ) ولأبي ذرٍّ عن الكُشميهنيِّ: «أحد النَّار» (إِلَّا أُرِيَ مَقْعَدَهُ مِنَ الجَنَّةِ، لَوْ أَحْسَنَ) لو عمل عملًا حسنًا، وهو الإسلام (لِيَكُونَ عَلَيْهِ حَسْرَةً) زيادة على تعذيبهِ. قال في «الفتح»: وقع عند ابن ماجه بسندٍ صحيحٍ من طريقٍ أُخرى، عن أبي هريرة أنَّ ذلك يقع عند المسألةِ (٤) في القبر، وفيه: «فيفرجُ له فرجةً قِبَلَ النَّار فينظر إليها، فيُقال له: انظرْ إلى ما وقاكَ اللهُ». وفي حديث أبي سعيدٍ عند الإمام أحمدَ: «يُفتح له بابٌ إلى النَّار، فيقول: هذا منزلُكَ لو كفرتَ بربِّك، فأمَّا إذا آمنْتَ فهذا منزلُكَ، فيفتحُ له بابٌ إلى الجنَّة، فيريد أن ينهضَ إليه فيقول له: اسكنْ ويفسحَ له في قبرهِ».


(١) في (ع): «غزوة».
(٢) في (د): «قال: قال رسول الله».
(٣) في (ع): «و».
(٤) في (ل): «المساءلة».

<<  <  ج: ص:  >  >>