مكانه حتَّى صار حراء بينهما، وقوله:«ونحن مع النَّبيِّ ﷺ» يردُّ على من قال: إنَّ قوله في الآية ﴿وَانشَقَّ الْقَمَرُ﴾ [القمر: ١] بمعنى: سينشقُّ يوم القيامة، فأوقع الماضي موقع المُستقبَل؛ لتحقُّقه، وهو خلاف الإجماع، وكذا قول الآخر:«انشقَّ» بمعنى: انفلق عنه الظَّلام عند طلوع الشَّمس، كما يُسمَّى الصبح فلقًا.
(وَقَالَ أَبُو الضُّحَى) مسلم بن صُبَيحٍ الكوفيُّ: (عَنْ مَسْرُوقٍ) هو ابن الأجدع (عَنْ عَبْدِ اللهِ) ابن مسعودٍ ﵁(انْشَقَّ بِمَكَّةَ) وهذا وصله أبو داود الطَّيالسيُّ (وَتَابَعَهُ) أي: وتابع إبراهيم النَّخعيَّ في روايته عن أبي مَعْمَرٍ (مُحَمَّدُ بْنُ مُسْلِمٍ) الطَّائفيُّ (عَنِ ابْنِ أَبِي نَجِيحٍ) يسارٍ (عَنْ مُجَاهِدٍ) هو ابن جبرٍ (عَنْ أَبِي مَعْمَرٍ) عبد الله بن سَخْبَرَة (عَنْ عَبْدِ اللهِ) بن مسعودٍ ﵁، وهذه المُتابَعة وصلها عبد الرَّزَّاق في «مُصنَّفه» ولا معارضة بين قوله: «بمكَّة» وقوله: «بمنًى» إذ المراد: أنَّ ذلك وقع قبل الهجرة، ومنًى من جملة مكَّة.
٣٨٧٠ - وبه قال:(حَدَّثَنَا عُثْمَانُ بْنُ صَالِحٍ) السَّهميُّ المصريُّ قال: (حَدَّثَنَا بَكْرُ بْنُ مُضَرَ) بفتح المُوحَّدة وسكون الكاف، و «مُضَر» بضمِّ الميم وفتح الضَّاد المُعجَمة، ابن محمَّد بن حكيمٍ المصريُّ (قال: حَدَّثَنِي) بالإفراد (جَعْفَرُ بْنُ رَبِيعَةَ) بن شرحبيل المصريُّ (عَنْ عِرَاكِ بْنِ مَالِكٍ)