للمساهمة في دعم المكتبة الشاملة

فصول الكتاب

<<  <  ج: ص:  >  >>
رقم الحديث:

(أَخْبَرَنِي) بالإفراد، ولأبي ذرٍّ بالجمع (هِشَامٌ، عَنْ أَبِيهِ) عروة بن الزُّبير (عَنْ عَائِشَةَ ) أنَّها (قَالَتْ: كَانَ النَّبِيُّ يُعْجِبُهُ الحَلْوَاءُ) بالمدِّ (وَالعَسَلُ) وقد دخل في قولها: «الحلواء» العسل، وإنَّما ثنَّت به على انفرادهِ لشرفِهِ، كقوله تعالى: ﴿وَمَلآئِكَتِهِ وَرُسُلِهِ وَجِبْرِيلَ وَمِيكَالَ﴾ [البقرة: ٩٨] فما خلق الله تعالى لنا في معناه أفضل منه، ولا مثله ولا قريبًا منه لأنَّه غذاءٌ من الأغذيةِ، وشرابٌ من الأشربةِ، ودواءٌ من الأدويةِ، وحلو من الحلوى، وطلاءٌ من الأطليةِ، ومفرِّح من المفرِّحات.

فإن قلت: ما مناسبةُ الحديثِ للتَّرجمة؟ أُجيب بأنَّ الإعجاب أعمُّ من أن يكون على سبيلِ الدَّواءِ أو الغذاءِ، فتؤخذُ المناسبةُ بذلك.

٥٦٨٣ - وبه قال: (حَدَّثَنَا أَبُو نُعَيْمٍ) الفضلُ بن دكين قالَ: (حَدَّثَنَا عَبْدُ الرَّحْمَنِ بْنُ الغَسِيلِ) حنظلةُ ابن أبي عامرٍ الأويسيُّ الأنصاريُّ (عَنْ عَاصِمِ بْنِ عُمَرَ بْنِ قَتَادَةَ) بضم العين، التَّابعيِّ الصَّغير، أنَّه (قَالَ: سَمِعْتُ جَابِرَ بْنَ عَبْدِ اللهِ قَالَ: سَمِعْتُ النَّبِيَّ يَقُولُ: إِنْ كَانَ فِي شَيْءٍ مِنْ أَدْوِيَتِكُمْ -أَوْ: يَكُونُ فِي شَيْءٍ مِنْ أَدْوِيَتِكُمْ- خَيْرٌ فَفِي شَرْطَةِ مِحْجَمٍ) والشَّكُّ من الرَّاوي، قال السَّفاقسيُّ: قوله: «أو يكونُ» صوابه أو يكن لأنَّه معطوفٌ على مجزوم فيكون مجزومًا. قال الحافظُ ابن حجر: وقعَ في رواية أحمد: «إن كان أو إن (١) يكن»، فلعلَّ الرَّاوي أشبع الضَّمَّة فظنَّ السَّامع أنَّ فيها واوًا فأثبتها، ويحتملُ أن يكون التَّقدير: إذا كان في شيءٍ أو إن كان يكونُ في شيءٍ، فيكون التَّردُّد لإثباتِ لفظ: يكون وعدمها (أَوْ شَرْبَةِ عَسَلٍ) وعند أبي نعيمٍ في «الطِّبِّ» من حديثِ أبي هُريرة وابن ماجه من حديث جابر (٢) بسندٍ ضعيفٍ عندهما رفعاه: «من لعِقَ العسلَ ثلاثَ غدواتٍ في كلِّ شهرٍ لم يصبهُ عظيمُ بلاءٍ» (أَوْ لَذْعَةٍ) بذال معجمة ساكنة فعين


(١) قوله: «إن» من الفتح ومسند أحمد.
(٢) هكذا في كل الأصول، والذي في ابن ماجه (٣٤٥٠) من حديث أبي هريرة.

<<  <  ج: ص:  >  >>