«عَزبًا» بغير همزٍ وفتح العين، وهي الفصحى، أي: لا زوجة لي (وَكُنْتُ أَنَامُ فِي المَسْجِدِ عَلَى عَهْدِ النَّبِيِّ ﷺ، فَرَأَيْتُ فِي المَنَامِ كَأَنَّ مَلَكَيْنِ) قال ابن حجرٍ ﵀: لم أقف على تسميتهما (أَخَذَانِي) بالنُّون (فَذَهَبَا بِي) بالمُوحَّدة (إِلَى النَّارِ، فَإِذَا هِيَ مَطْوِيَّةٌ كَطَيِّ البِئْرِ، وإِذَا لَهَا قَرْنَانِ كَقَرْنَي البِئْرِ) وهما ما يُبنَى في جانبيها من حجارةٍ تُوضَع عليها الخشبة التي تُعلَّق فيها البكرة (وَإِذَا فِيهَا نَاسٌ قَدْ عَرَفْتُهُمْ) قال ابن حجرٍ: لم أقف في شيءٍ من الطُّرق على تسمية واحدٍ منهم (فَجَعَلْتُ أَقُولُ: أَعُوذُ بِاللهِ مِنَ النَّارِ، أَعُوذُ بِاللهِ مِنَ النَّارِ) مرَّتين (فَلَقِيَهُمَا) أي: الملكين (مَلَكٌ آخَرُ، فَقَالَ لِي: لَنْ تُرَاعَ) بضمِّ الفوقيَّة وبعد الألف عينٌ منصوبةٌ بـ «لن» كذا في فرع «اليونينيَّة»، وعند القابسيِّ ممَّا ذكره في «الفتح» وغيره: «لن تُرَعْ» بالجزم، ووجَّهه ابن مالكٍ: بأنَّه سكَّن العين للوقف، ثمَّ شبَّهه بسكون الجزم فحذف الألف قبله ثمَّ أجرى الوصل مجرى الوقف، ويجوز أن يكون جزمه بـ «لن» وهي لغةٌ قليلةٌ، قال الفرَّاء: ولا أحفظ لها شاهدًا، أي: لا روع عليك بعد ذلك، وعند ابن أبي شيبة من رواية جرير بن حازمٍ عن نافعٍ:«فلقيه ملكٌ وهو يرعد، فقال: لم تُرَعْ»(فَقَصَصْتُهَا) أي: الرُّؤيا (عَلَى حَفْصَةَ) أمِّ المؤمنين أختِه ﵂.
(فَقَصَّتْهَا حَفْصَةُ عَلَى النَّبِيِّ ﷺ) ولم يقصَّها بنفسه عليه ﷺ؛ تأدُّبًا ومهابةً (فَقَالَ)﵊ لها: (نِعْمَ الرَّجُلُ) أخوكِ (عَبْدُ اللهِ لَوكَانَ يُصَلِّي بِاللَّيْلِ) ولأبي ذرٍّ: «من اللَّيل»(قَالَ سَالِمٌ) بالسَّند السَّابق: (فَكَانَ عَبْدُ اللهِ) أي: بعد ذلك (لَا يَنَامُ مِنَ اللَّيْلِ إِلَّا قَلِيلًا).
وهذا الحديث قد سبق في «باب فضل من تعارَّ من اللَّيل»[خ¦١١٥٧] من طريق نافعٍ مُطوَّلًا، ويأتي إن شاء الله تعالى في «التَّعبير»[خ¦٧٠٢٨] بعون الله وقوَّته.
٣٧٤٠ - ٣٧٤١ - وبه قال:(حَدَّثَنَا يَحْيَى بْنُ سُلَيْمَانَ) أبو سعيدٍ الجعفيُّ نزيل مصر قال: (حَدَّثَنَا ابْنُ وَهْبٍ) عبدُ الله المصريُّ -بالميم- (عَنْ يُونُسَ) بن يزيد الأيليِّ (عَنِ الزُّهْرِيِّ) محمَّد بن مسلم ابن