للمساهمة في دعم المكتبة الشاملة

فصول الكتاب

<<  <  ج: ص:  >  >>
رقم الحديث:

(٤) (باب) تفسير (صِفَةِ الشَّمْسِ وَالقَمَرِ: ﴿بِحُسْبَانٍ﴾ [الرحمن: ٥] قَالَ مُجَاهِدٌ) فيما وصله الفريابيُّ في تفسيره من طريق ابن أبي نجيحٍ عنه: (كَحُسْبَانِ الرَّحَى) أي: يجريان على حسب الحركة الرَّحويَّة ووضعها (وَقَالَ غَيْرُهُ): ممَّا (١) وصله عبد بن حُمَيدٍ من طريق أبي (٢) مالك الغفاري: ﴿بِحُسْبَانٍ﴾: (بِحِسَابٍ (٣) وَمَنَازِلَ لَا يَعْدُوَانِهَا) أي: لا يجاوزان (٤) المنازل (حُسْبَانٌ: جَمَاعَةُ الحِسَابِ) بالتَّعريف لأبوي ذرٍّ والوقت (مِثْلُ: شِهَابٍ وَشُهْبَانٍ) وهذا قول أبي عبيدة في «المجاز» والمعنى: يجريان متعاقِبَين بحسابٍ معلومٍ مُقدَّرٍ في بروجهما ومنازلهما، وتتَّسق بذلك (٥) أمور الكائنات السُّفليَّة، وتختلف الفصول والأوقات، وتُعلَم السُّنون والحساب (﴿ضُحَاهَا﴾) في قوله: ﴿وَالشَّمْسِ وَضُحَاهَا﴾ [الشمس: ١] قال مجاهدٌ فيما وصله عبد بن حُمَيدٍ: (ضَوْؤُهَا) أي: إذا أشرقت. (﴿أَن تُدْرِكَ الْقَمَرَ﴾) يريد: ﴿لَا الشَّمْسُ يَنبَغِي لَهَا أَن تُدْرِكَ الْقَمَرَ﴾ [يس: ٤٠] قال مجاهدٌ فيما وصله الفريابيُّ في تفسيره: (لَا يَسْتُرُ ضَوْءُ أَحَدِهِمَا ضَوْءَ الآخَرِ، وَلَا يَنْبَغِي لَهُمَا (٦)) أي: لا يصحُّ لهما (ذَلِكَ) وقال عكرمة: لكلٍّ منهما سلطانٌ، فلا ينبغي للشَّمس أن تطلع باللَّيل ولا يستقيم، لوقوع التَّدبير على المُعاقَبة، وما ألطف قول (٧) ابن الجوزيِّ وقد وصف منافع أثر (٨) الشَّمس في العالم، على سبيل التَّذكير (٩) والتَّعريف بصنع الله الحكيم اللَّطيف، حيث قال: تبرز الشَّمس بالنَّهار في حلَّة الشُّعاع لانتفاع البصر، فإذا ذهب النَّهار نشرت رداءها المعصفر، ونزلت عن الأشهب


(١) في (م): «فيما».
(٢) «أبي»: سقط من (م).
(٣) «﴿بِحُسْبَانٍ﴾» ليس في (ب) و (س).
(٤) في (ص): «يتجاوزان».
(٥) «بذلك»: مثبتٌ من (د).
(٦) «لهما»: سقط من (م).
(٧) في (د): «ما قال»، وفي نسخةٍ في الهامش كالمثبت.
(٨) في (د): «أثر منافع».
(٩) في (م): «التَّدبير».

<<  <  ج: ص:  >  >>