للمساهمة في دعم المكتبة الشاملة

فصول الكتاب

<<  <  ج: ص:  >  >>
رقم الحديث:

فقدمتها فكثر عليَّ النَّاسُ حتَّى كأنَّهم لم يروني قبل ذلك (١)، فذكرت ذلك لعثمان فقال: إن شئت؛ تنحيَّتَ فكنت قريبًا، فذاك الذي أنزلني هذا المنزل».

(٧) (باب قَوْله ﷿: ﴿يَوْمَ يُحْمَى عَلَيْهَا﴾) أي: المكنوزات أو الدَّراهم (﴿فِي نَارِ جَهَنَّمَ﴾) يجوز كون ﴿يُحْمَى﴾ من حميته أو أحميته، ثلاثيًّا أو رباعيًّا؛ يقال: حميت الحديدة وأحميتها، أي: أوقدت عليها لتُحمَى، والفاعل المحذوف هو النَّار، تقديره: يوم تُحمَى النَّار عليها، فلما حُذِف (٢) الفاعل؛ ذهبت علامة التَّأنيث لذهابه، كقولك: رُفِعت القصَّة إلى الأمير، ثمَّ تقول: رُفعِ إلى الأمير (﴿فَتُكْوَى بِهَا جِبَاهُهُمْ وَجُنوبُهُمْ وَظُهُورُهُمْ﴾) تخصيصُ هذه الأعضاء؛ لأنَّ جمع المال والبخل به كان لطلب الوجاهة، فوقع العذاب بنقيض المطلوب، والظَّهرُ لأنَّ البخيل يولِّي ظهره عن السَّائل، أو لأنَّها أشرف الأعضاء؛ لاشتمالها على الدِّماغ والقلب والكبد (﴿هَذَا مَا كَنَزْتُمْ لأَنفُسِكُمْ﴾) معمولٌ لقولٍ محذوفٍ، أي: يقال لهم: هذا ما كنزتم لمنفعة أنفسكم، فصار مضرَّةً لها وسبب تعذيبها (﴿فَذُوقُواْ مَا كُنتُمْ تَكْنِزُونَ﴾ [التوبة: ٣٥]) أي: جزاء الذي كنتم تكنزونه؛ لأنَّ المكنوز لا يُذَاق، وثبت (٣) «باب قوله ﷿» لأبي (٤) ذرٍّ، وسقط له «﴿جِبَاهُهُمْ﴾ … » إلى آخره، وقال بعد قوله: ﴿فَتُكْوَى بِهَا﴾: «الآيةَ» (٥).

٤٦٦١ - وبه قال: (وَقَالَ أَحْمَدُ بْنُ شَبِيبِ بْنِ سَعِيدٍ) بفتح المعجمة وكسر الموحَّدة الأولى، فيما وصله أبو داود في «النَّاسخ والمنسوخ»، ووقع في رواية الكُشْميهَنيِّ في: «باب ما أُدِّي زكاته


(١) «ذلك»: ليس في (د).
(٢) في (د): «حذفت».
(٣) في (د) و (م): «وسقط»، وفي (ل): «وثبت»، ثمَّ ضُرِب عليها، وكُتِبَ في الهامش: «وسقط».
(٤) في (د): «لغير أبي».
(٥) قوله: «وسقط له: ﴿جِبَاهُهُمْ … ﴾ إلى آخره، وقال بعد قوله: ﴿فَتُكْوَى بِهَا﴾: الآية»، سقط من (د) و (م).

<<  <  ج: ص:  >  >>