يَدَهُ) زاد في «باب الوتر» كالرِّواية الآتية: «اليمنى»[خ¦٤٥٧١](عَلَى رَأْسِي، ثُمَّ أَخَذَ بِأُذُنِي، فَجَعَلَ يَفْتِلُهَا) بكسر المثنَّاة الفوقيَّة، أي: يدلكها لينتبه (ثُمَّ صَلَّى رَكْعَتَيْنِ، ثُمَّ صَلَّى رَكْعَتَيْنِ، ثُمَّ صَلَّى رَكْعَتَيْنِ، ثُمَّ صَلَّى رَكْعَتَيْنِ، ثُمَّ صَلَّى رَكْعَتَيْنِ، ثُمَّ صَلَّى رَكْعَتَيْنِ) ستَّ مراتٍ باثنتي عشرة ركعةً (ثُمَّ أَوْتَرَ) بواحدةٍ؛ فهي ثلاث عشرة ركعةً يسلِّم بين كلِّ ركعتين.
(١٩) هذا (بابٌ) بالتَّنوين في قوله تعالى: (﴿رَبَّنَا﴾) يعني: يتفكَّرون في خلق السَّموات والأرض حال كونهم قائلين: ﴿رَبَّنَا﴾ (﴿إِنَّكَ مَن تُدْخِلِ النَّارَ فَقَدْ أَخْزَيْتَهُ﴾) أي: أهنته وأذللته، أو أهلكته، أو فضحته وأبلغت في إخزائه، والخزي: ضربٌ من الاستخفاف، أو انكسار يلحق الإنسان؛ وهو الحياء المفرط، وقد تمسَّك المعتزلة بهذا على أنَّ صاحب الكبيرة غير مؤمنٍ؛ لأنَّه إذا دخل النَّار؛ فقد أخزاه الله، والمؤمن لا يُخزَى لقوله تعالى: ﴿يَوْمَ لَا يُخْزِي اللهُ النَّبِيَّ وَالَّذِينَ آمَنُوا مَعَهُ﴾ [التحريم: ٨] فوجب أنَّ من يدخل النَّار لا يكون مؤمنًا، وأجيب بأنَّ الخزي فُسِّر بوجوهٍ من المعاني، فلِمَ لا يجوز أن يراد في كلِّ صورةٍ معنًى؛ مثلًا: في قوله تعالى: ﴿يَوْمَ لَا يُخْزِي اللهُ النَّبِيَّ وَالَّذِينَ آمَنُوا مَعَهُ﴾ أي: لا يُهلكِهم، وفي الأوَّل يريد: الإهانة، والحاصل: أنَّ لفظ الإخزاء مشتركٌ بين الإهلاك والتَّخجيل، واللَّفظ المشترك لا يمكن حمله في طريق النَّفي والإثبات على معنييه جميعًا، وحينئذٍ يسقط الاستدلال به (١)(﴿وَمَا لِلظَّالِمِينَ مِنْ أَنصَارٍ﴾ [آل عمران: ١٩٢]) ينصرونهم يوم القيامة، ووُضِع المُظهَرُ موضع المضمَر؛ للدَّلالة على أنَّ ظلمهم سببٌ لإدخالهم النَّار وانقطاع النُّصرة عنهم في الخلاص منها، وقول الزَّمخشريِّ -إنَّه إعلامٌ بأنَّ من يدخل النَّار فلا ناصر له بشفاعةٍ ولا غيرها؛ بناءً على مذهب المعتزلة في نفي الشَّفاعة- أجاب عنه القاضي: بأنَّه لا يلزم من نفي النُّصرة نفي الشَّفاعة؛ لأنَّ النُّصرة دفعٌ بقهرٍ، وسقط لأبي ذرِّ قوله:«﴿وَمَا لِلظَّالِمِينَ مِنْ أَنصَارٍ﴾».