للمساهمة في دعم المكتبة الشاملة

فصول الكتاب

<<  <  ج: ص:  >  >>
رقم الحديث:

الشَّاهدة بأنَّ مجرَّد الإيمان ينفع ويورِث النَّجاة ولو بعد حين، وفي الآية لفٌّ، وأصله: يوم يأتي بعض آيات ربِّك لا ينفع نفسًا لم تكن مؤمنةً قَبْلُ إيمانُها بعدُ، ولا نفسًا لم تكسب في إيمانها خيرًا قَبْلُ ما تكسبه من الخير بعدُ، لكن حَذَفَ إحدى القرينتين، وحاصله: أنَّ الإيمان المجرَّد قبل كشف قوارع السَّاعة نافعٌ، وأنَّ الإيمان المقارَن بالعمل الصالح أنفع، وأمَّا بعدها فلا ينفع شيءٌ أصلًا، ويأتي مزيدٌ لذلك إن شاء الله تعالى (١) في «كتاب الفتن» [خ¦٧١٢١] بعون الله وقوَّته (٢) (٣).

٤٦٣٥ - وبه قال: (حَدَّثَنَا مُوسَى بْنُ إِسْمَاعِيلَ) التَّبوذكيُّ قال: (حَدَّثَنَا عَبْدُ الوَاحِدِ) بن زيادٍ قال: (حَدَّثَنَا عُمَارَةُ) بضمِّ العين وتخفيف الميم، ابن القعقاع الضَّبِّيُّ الكوفيُّ قال: (حَدَّثَنَا أَبُو زُرْعَةَ) هَرِمُ بن عَمرٍو البجليُّ الكوفيُّ قال: (حَدَّثَنَا أَبُو هُرَيْرَةَ قَالَ: قَالَ رَسُولُ اللهِ : لَا تَقُومُ السَّاعَةُ حَتَّى تَطْلُعَ الشَّمْسُ مِنْ مَغْرِبِهَا) غايةٌ لعدم قيام الساعة، ويؤيِّده ما رواه البيهقيُّ في «كتاب البعث والنُّشور» عن الحاكم أبي عبد الله: أنَّ أوَّل الآيات ظهور الدَّجَّال، ثمَّ نزول عيسى، ثم خروج يأجوج ومأجوج، ثم خروج الدَّابَّة، ثم طلوع الشَّمس من مغربها، وهو أوَّل الآيات العِظام المؤذِنة بتغيير أحوال العالم العلويِّ؛ وذلك أنَّ الكفَّار يُسلِمون في زمن عيسى، ولو لم ينفع الكفَّار إيمانهم أيَّام عيسى لَمَا صار الدِّين واحدًا، فإذا قُبِضَ عيسى ومَن معه مِنَ المسلمين؛ رجع أكثرهم إلى الكفر، فعند ذلك تطلع الشَّمس من مغربها (فَإِذَا رَآهَا النَّاسُ آمَنَ مَنْ عَلَيْهَا) أي: مَن على الأرض (فَذَاكَ حِينَ ﴿لَا يَنفَعُ نَفْسًا إِيمَانُهَا لَمْ تَكُنْ آمَنَتْ مِن قَبْلُ﴾ [الأنعام: ١٥٨]) أي: لا ينفع كافرًا لم يكن آمن قبل طلوعها إيمانٌ بعد الطُّلوع، ولا ينفع مؤمنًا لم يكن عَمِل صالحًا قبل الطُّلوع عملٌ صالحٌ بعد الطُّلوع (٤)؛ لأن حكم


(١) «إن شاء الله تعالى»: ليس في (م).
(٢) «وقوَّته»: مثبت من (ب) و (س).
(٣) قوله: «ويأتي مزيدٌ لذلك -إن شاء الله تعالى- في كتاب الفتن بعون الله وقوَّته»، سقط من (د).
(٤) قوله: «ولا ينفع مؤمنًا لم يكن عَمِل صالحًا قبل الطُّلوع عملٌ صالحٌ بعد الطُّلوع» سقط من (د).

<<  <  ج: ص:  >  >>