إسماعيل البصريُّ قال:(حَدَّثَنَا سَعِيدُ بْنُ أَبِي عَرُوبَةَ) مهران اليشكريُّ مولاهم أحد الأعلام (عَنْ قَتَادَةَ) بن دعامة (عَنْ أَنَسِ بْنِ مَالِكٍ ﵁: أَنَّ أَهْلَ مَكَّةَ) كفَّار قريشٍ، وفي «دلائل النُّبوَّة» لأبي نُعيمٍ عن ابن عبَّاسٍ ﵄: أنَّهم الوليد بن المغيرة وأبو جهلٍ والعاص بن وائلٍ والعاص بن هشامٍ والأسود بن عبد يغوث والأسود بن المطَّلب وابنه زمعة والنَّضر بن الحارث (سَأَلُوا رَسُولَ اللهِ ﷺ أَنْ يُرِيَهُمْ آيَةً) أي: معجزةً تشهد لِمَا ادَّعاه من نبوَّته (فَأَرَاهُمُ القَمَرَ شَِقَّتَيْنِ) بفتح الشِّين في الفرع مُصحَّحًا عليه، وضبطها في «الفتح» و «المصابيح» و «اليونينيَّة» و «النَّاصريَّة» بكسرها، أي: نصفين (حَتَّى رَأَوْا حِرَاءً) بالتَّنوين: الجبل المعروف (بَيْنَهُمَا) بين الشَّقَّتين، وهذا من مراسيل الصَّحابة لأنَّ أنسًا لم يشاهد هذه القصَّة، وفي حديث مسلمٍ:«فأراهم القمر مرَّتين»، وكذا هو بلفظ «مرَّتين» في «مُصنَّف عبد الرَّزَّاق» عن مَعْمَرٍ، وكذا أخرجه أحمد وإسحاق في «مُسنَديهما» ولعلَّ المراد: «فرقتين» جمعًا بين الرِّوايات كما نبَّه عليه في «الفتح».
٣٨٦٩ - وبه قال:(حَدَّثَنَا عَبْدَانُ) اسمه عبدُ الله بن عثمان بن جبلة المروزيُّ (عَنْ أَبِي حَمْزَةَ) -بالحاء المُهمَلة والزَّاي- محمَّد بن ميمونٍ السُّكَّريِّ (عَنِ الأَعْمَشِ) سليمان (عَنْ إِبْرَاهِيمَ) النَّخعيِّ (عَنْ أَبِي مَعْمَرٍ) عبد الله بن سَخْبَرَة (عَنْ عَبْدِ اللهِ) بن مسعودٍ (﵁) أنَّه (قَالَ: انْشَقَّ القَمَرُ وَنَحْنُ مَعَ النَّبِيِّ ﷺ بِمِنًى، فَقَالَ) يخاطب أبا سلمة بن عبد الأسد والأرقم بن أبي الأرقم وابن مسعودٍ: (اشْهَدُوا) ولأبي ذرٍّ: «فقال النَّبيُّ ﷺ: اشهدوا» أي: اضبطوا ذلك بالمُشاهَدة (وَذَهَبَتْ فِرْقَةٌ) من القمر (نَحْو الجَبَلِ) المعروف بحراء، وبقيت الأخرى