للمساهمة في دعم المكتبة الشاملة

فصول الكتاب

<<  <  ج: ص:  >  >>
رقم الحديث:

رواية المُستملي والكُشْميهَنيِّ (﴿أَفْرِغْ﴾) بفتح الهمزة وكسر الرَّاء والفاء ساكنةٌ (١)، يريد: قوله تعالى: ﴿رَبَّنَا أَفْرِغْ عَلَيْنَا صَبْرًا﴾ [البقرة: ٢٥٠] (أي: أَنْزِلْ).

(﴿بَسْطَةً﴾) في قوله تعالى: ﴿إِنَّ اللّهَ اصْطَفَاهُ عَلَيْكُمْ وَزَادَهُ بَسْطَةً﴾ [البقرة: ٢٤٧] أي: (زِيَادَةً وَفَضْلًا) وكلتا الكلمتين في قصَّة طالوت، وهذا ثابتٌ في رواية أبي ذرٍّ عن الكُشْميهَنيِّ. والوجه إسقاطه كما لا يخفى.

(﴿وَاعْمَلُوا﴾) داود وأهله (﴿صَالِحًا﴾) في الَّذي أعطاكم من النِّعم (﴿بِمَا تَعْمَلُونَ بَصِيرٌ﴾ [سبأ: ١٠ - ١١]) مُراقِبٌ لكم، بصيرٌ بأعمالكم وأقوالكم (٢).

٣٤١٧ - وبه قال: (حَدَّثَنَا عَبْدُ اللهِ بْنُ مُحَمَّدٍ) المسنَديُّ قال: (حَدَّثَنَا عَبْدُ الرَّزَّاقِ) بن همَّامٍ قال: (أَخْبَرَنَا مَعْمَرٌ) هو ابن راشدٍ (عَنْ هَمَّامٍ) هو ابن منبِّهٍ (عَنْ أَبِي هُرَيْرَةَ ، عَنِ النَّبِيِّ ) أنه (قَالَ: خُفِّفَ عَلَى دَاوُدَ القُرْآنُ) قال التُّورِبشتيُّ: أي: الزَّبور، وإنَّما قال: القرآن، لأنَّه قصد به إعجازه من طريق القراءة، وقال غيره: قرآن كلِّ نبيٍّ يُطلَق على كتابه الَّذي أُوحِي إليه، وقد دلَّ الحديث على أنَّ الله تعالى يطوي الزَّمان لمن شاء (٣) من عباده؛ كما يطوي المكان لهم. قال النَّوويُّ: إنَّ بعضهم كان يقرأ أربع ختماتٍ باللَّيل وأربعًا بالنَّهار. ولقد رأيتُ أبا الطَّاهر بالقدس الشَّريف سنة سبعٍ وستِّين وثمان مئةٍ وسمعتُ عنه إذ ذاك أنَّه يقرأ فيهما أكثر من عشر ختماتٍ، بل قال لي شيخ الإسلام البرهان بن أبي شريفٍ -أدام الله النَّفع بعلومه- عنه: أنَّه كان يقرأ خمس عشرة في اليوم واللَّيلة، وهذا بابٌ لا سبيل إلى إدراكه إلَّا بالفيض


(١) «والفاء ساكنةٌ»: ليس في (د).
(٢) «وأقوالكم»: ليس في (ب).
(٣) في (د): «يشاء».

<<  <  ج: ص:  >  >>