للمساهمة في دعم المكتبة الشاملة

فصول الكتاب

<<  <  ج: ص:  >  >>
رقم الحديث:

في محلِّ نصبٍ مفعول «يعلمُ» (١) (مَا سَارَ رَاكِبٌ) وكذا ماشٍ، فالأوَّل خرج مخرج الغالب (بِلَيْلٍ وَحْدَهُ) وهذا الحديث رواه النَّسائيُّ من رواية عمر بن محمَّدٍ أخي عاصم بن محمَّدٍ، وهو يردُّ على التِّرمذيِّ حيث قال: إنَّ عاصم بن محمَّدٍ تفرَّد بروايته، ويُؤخَذ من حديث جابرٍ جوازُ السَّفر منفردًا للضَّرورة والمصلحة الَّتي لا تنتظم إلَّا بالانفراد، كإرسال الجاسوس والطَّليعة، والكراهة لما عدا ذلك، ويحتمل أن تكون حالة الجواز مقيَّدةً بالحاجة عند الأمن، وحالة المنع مقيَّدةً بالخوف حيث لا ضرورة.

(١٣٦) (بابُ السُّرْعَةِ فِي السَّيْرِ) عند الرُّجوع إلى الوطن. (قَالَ) ولأبي ذَرٍّ: «وقال» (أَبُو حُمَيْدٍ) بضمِّ


(١) قال السندي في «حاشيته»: قوله: (لَوْ يَعْلَمُ النَّاسُ مَا فِي الوَحْدَةِ مَا أَعْلَمُ): يحتملُ أن يكون «ما أعلم» بدلًا من قوله: «ما في الوحدة» أي: لو يعلمُ الناس ما أعلم في الوحدةِ، ويحتمل أن يكون مصدرًا على أنَّ (ما) مصدرية؛ أي: كعلمي، ويحتملُ أن يكون مفعولًا ثانيًا لـ «يعلم» على أن «يعلمَ» من العلم المتعدِّي إلى مفعولين أي: لو يعلمونه شيئًا أعلمه؛ أي: يعلمونه قبيحًا مضرًّا، كما أعلم كذلك، وعلى التَّقادير «ما أعلم» مفرد «إمَّا» موصول مع صلته، أو مصدر، أو موصوف مع صفته مثلًا.
فقول القسطلاني: هي جملةٌ في محل نصب مفعول «يعلم» لا يخلو عن خفاءٍ، ثمَّ لم يُبين أنَّه كيف يكون مفعولًا مع وجود قوله: «ما في الوحدة»، والعجب أنَّه ذكر عند قوله: «ما في الوحدة» نصبه على الظَّرفية عند الكوفيين والمصدريَّة عند البصريين، وقوله: «ما في الوحدةِ» لا يصلحُ لذلك، وكذا لفظ «الوحدة» لا يصلحُ لذلك لكونه مجرورًا بـ «في»، وقد ساق الكلام على وجه يتبادرُ إلى الذِّهن منه إلى أنَّ مرادَه بيان لفظ الوحدة، وهذا عجيبٌ جدًّا، والله تعالى أعلم بمرادِ عباده.

<<  <  ج: ص:  >  >>