بْنِ عُرْوَةَ، عَنْ أَبِيهِ، عَنْ عَائِشَةَ ﵂) أنَّها (قَالَتْ: مَا غِرْتُ عَلَى امْرَأَةٍ) أي: من أزواجه ﵊(مَا غِرْتُ) أي: مثل غيرتي، أو مثل التي غرتها (عَلَى خَدِيجَةَ؛ مِنْ كَثْرَةِ ذِكْرِ رَسُولِ اللهِ ﷺ إِيَّاهَا) إذ كثرة ذكر الشَّيء تدلُّ على محبَّته، وأصل غيرة المرأة من تخيُّل محبَّة غيرها أكثر منها، وعند النَّسائيِّ من رواية النَّضر بن شُمَيلٍ عن هشامٍ كالمؤلِّف في «النِّكاح»[خ¦٥٢٢٩]«من كثرة ذكره إيَّاها وثنائه عليها»(قَالَتْ: وَتَزَوَّجَنِي بَعْدَهَا) بعد موتها (بِثَلَاثِ سِنِينَ) قال النَّوويُّ: أرادت بذلك زمن الدُّخول عليها، وأمَّا العقد فتقدَّم على ذلك بمدَّة سنةٍ ونصفٍ ونحو ذلك، وعند الإسماعيليِّ من طريق عبد الله بن محمَّد بن يحيى عن هشامٍ عن أبيه: أنَّه كتب إلى الوليد: إنَّك سألتني متى تُوفِّيت خديجة، وإنَّها تُوفِّيت قبل مخرج النَّبيِّ ﷺ من مكَّة بثلاث سنين، أو قريبٍ من ذلك، ونكح ﷺ عائشة ﵂ بعد مُتوفَّى خديجة، وعائشة بنت ستِّ سنين، ثمَّ إنَّ النَّبيَّ ﷺ بنى بها بعدما قدم المدينة وهي بنت تسع سنين. انتهى. وقد تُوفِّيت خديجة قبل الهجرة اتِّفاقًا، وماتت في رمضان سنة عشرٍ من النُّبوَّة، وكان بناؤه ﵊ على عائشة ﵂ بعد منصرفه من وقعة بدرٍ في شوَّالٍ سنة اثنتين (وَأَمَرَهُ رَبُّهُ ﷿ -أَو جِبْرِيلُ ﵇) بالشَّكِّ من الرَّاوي (أَنْ يُبَشِّرَهَا بِبَيْتٍ فِي الجَنَّةِ مِنْ قَصَبٍ).
٣٨١٨ - وبه قال:(حَدَّثَنِي) بالإفراد (عُمَرُ بْنُ مُحَمَّدِ بْنِ حَسَنٍ) بضمِّ العين في الأوَّل، وفتح الحاء في الثَّالث، المعروف بابن التَّلِّ -بفتح المُثنَّاة الفوقيَّة وتشديد اللَّام- الأسديُّ الكوفيُّ، المُتوفَّى