وبعد الألف دالٌ مهملةٌ؛ وهو السِّرار، يُقال: ساودته سوادًا، أي: ساررته سرارًا، وأصله: إدناء سوادِك من سواده؛ وهو الشَّخص، وقد كان رسول الله ﷺ لا يحجبه إذا جاء، ولا يخفي عنه سرَّه (قَالَ) علقمة: (بَلَى، قَالَ) أبو الدَّرداء: (كَيْفَ كَانَ عَبْدُ اللهِ) بن مسعودٍ (يَقْرَأُ: ﴿وَاللَّيْلِ إِذَا يَغْشَى. وَالنَّهَارِ إِذَا تَجَلَّى﴾؟ [الليل: ١ - ٢]) قال علقمة: (قُلْتُ: (وَالذَّكَرِ وَالأُنْثَى)[الليل: ٣] قَالَ) أبوالدَّرداء: (مَا زَالَ بِي هَؤُلَاءِ) أي: أهل الشَّام (حَتَّى كَادُوا (١) يَسْتَنْزِلُونِي) ولأبي ذرٍّ: «يستنزلونني» بنونين (عَنْ شَيْءٍ سَمِعْتُهُ مِنْ رَسُولِ اللهِ) ولأبي ذرٍّ: «من النَّبيِّ»(ﷺ) وهو قوله: (والذَّكرِ والأنثى) بغير ﴿وَمَا خَلَقَ﴾ [الليل: ٣] والقراءة المتواترة بإثباتها، لكنَّها لم تبلغهما، فاقتصرا على ما سمعاه.
(٢١)(باب مَنَاقِبِ أَبِي عُبَيْدَةَ) بضمِّ العين وفتح المُوحَّدة، عامر بن عبد الله (ابْنِ الجَرَّاحِ) بفتح الجيم وتشديد الرَّاء وبعد الألف حاء مهملة، ابن هلال بن أُهَيب بن ضبَّة بن الحارث بن فهر بن مالكٍ، يجتمع مع النَّبيِّ ﷺ في فهرٍ، وأمُّه من بني الحارث بن فهرٍ، أسلمت، وقُتِل أبوه كافرًا يوم بدرٍ، ويُقال: إنَّه هو قتله، وتُوفِّي أبو عبيدة وهو أميرٌ على الشَّام من قِبَل عمر بالطَّاعون سنة ثمان عشرة، وكان طويلًا نحيفًا أثرم الثَّنِيَّتين خفيف اللِّحية، والأثرم السَّاقط الثَّنيَّة، وسبب ثرمه أنَّه كان انتزع سهمين من جبهة رسول الله ﷺ يوم أُحُدٍ بثنيَّتيه فسقطتا (﵁) وسقط «باب» لأبي ذرٍّ.