للمساهمة في دعم المكتبة الشاملة

فصول الكتاب

<<  <  ج: ص:  >  >>
رقم الحديث:

٥٠٥٨ - وبه قال: (حَدَّثَنَا عَبْدُ اللهِ بْنُ يُوسُفَ) التِّنِّيسيُّ قال: (أَخْبَرَنَا مَالِكٌ) الإمامُ الأعظمُ (عَنْ يَحْيَى بْنِ سَعِيدٍ) الأنصاريِّ (عَنْ مُحَمَّدِ بْنِ إِبْرَاهِيمَ بْنِ الحَارِثِ التَّيْمِيِّ، عَنْ أَبِي سَلَمَةَ بْنِ عَبْدِ الرَّحْمَنِ) بنِ عوفٍ (عَنْ أَبِي سَعِيدٍ الخُدْرِيِّ ، أَنَّهُ قَالَ: سَمِعْتُ رَسُولَ اللهِ يَقُولُ: يَخْرُجُ فِيكُمْ قَوْمٌ تَحْقِرُونَ صَلَاتَكُمْ) بكسرة القاف (مَعَ صَلَاتِهِمْ، وَصِيَامَكُمْ مَعَ صِيَامِهِمْ، وَعَمَلَكُمْ مَعَ عَمَلِهِمْ) من عطف العامِّ على الخاصِّ (وَيَقْرَؤُوْنَ القُرْآنَ لَا يُجَاوِزُ حَنَاجِرَهُمْ) أي: لا تفقهُه قلوبهُم، ولا ينتفعونَ بما يتلون (١) منه، و (٢) لا تصعدُ تلاوتهم في جملة الكَلِم (٣) الطَّيب إلى الله تعالى (يَمْرُقُونَ مِنَ الدِّينَ) أي: الإسلام، وبه يتمسَّك من يكفِّر الخوارج، أو المرادُ طاعة الإمام، فلا حجَّة فيه لتكفيرِهم (كَمَا يَمْرُقُ السَّهْمُ مِنَ الرَّمِيَّةِ) شبَّه مروقهم من الدِّين بالسَّهم الَّذي يصيبُ الصَّيد فيدخلُ فيه ويخرجُ منه، والحالُ أنَّه لسرعةِ خروجهِ من شدَّة قوَّة الرَّامي لا يعلقُ من جسدِ الصَّيد بشيءٍ (يَنْظُرُ) الرَّامي (فِي النَّصْلِ) الَّذي هو حديد السَّهم هل يرى فيه شيئًا من أثر الصَّيد دمًا أو نحوه؟ (فَلَا يَرَى) فيه (شَيْئًا، وَيَنْظُرُ فِي القِدْحِ) بكسر القاف، السَّهم قبل أن يُرَاش ويركَّب سهمه، أو ما بين الرِّيش والنَّصل؛ هل يرى فيه أثرًا؟ (فَلَا يَرَى) فيه (شَيْئًا، وَيَنْظُرُ فِي الرِّيشِ) الَّذي على السَّهم (فَلَا يَرَى) فيه (شَيْئًا، وَيَتَمَارَى) بفتح التحتية والفوقية والراء؛ أي: يشكُّ الرَّامي (فِي الفُوقِ) وهو مدخلُ الوتر منه؛ هل فيه شيءٌ من أثر الصَّيد؟ يعني: نفذ السَّهم المرمي بحيث لم يتعلَّق به (٤) شيءٌ، ولم يظهرْ أثره فيه، فكذلك قراءتهم لا يحصل لهم منها فائدةٌ.

وهذا الحديث قد مرَّ في «علامات النُّبوَّة» أيضًا [خ¦٣٦١٠].


(١) في (س): «تلوه»، وفي (ص): «يتلوه».
(٢) في (ب) و (س): «أو».
(٣) في (م) و (د): «الكلام».
(٤) في (م) و (د): «منه».

<<  <  ج: ص:  >  >>